وصف الكتاب:
يشهد العالم المعاصر مجموعة كبيرة من المتغيرات المتسارعة خاصة ما يتعلق منها بعالم الإتصال وتقنية المعلومات، مما جعل العالم قرية صغيرة، تنتقل المعلومات فيها في جزء من الثانية مما كان له الأثر الواضح على مختلف مجالات الحياة الإجتماعية والثقافية والفكرية والإقتصادية وعلى الأفراد والمؤسسات بحيث لم يعد هناك أي مجال لرفض هذه المستحدثات برمتها بل فقط محاولة فلترتها واختيار جانب الخير والإبتعاد عن الجوانب السلبية فيها. ولم تكن الأسرة كمؤسسة إجتماعية بمنأى عن هذا التأثير حيث اصطبغت الأسرة بصبغة العصر وميزاته وازدانت بألوانه بغض النظر عن مدى قبولنا ورفضنا لهذه الألوان والأطياف مع إعترافنا بالسرعة الهائلة والإنتشار غير المسبوق لقيم جديدة لم تعهدها هذه المؤسسة من قبل. وأكدت الدراسات، أنه كلما أصبح الإتصال بالإنترنت أسهل، زاد الإغراء الذي يفرزه العالم الإفتراضي، فالإنترنت أصبح كالعنكبوت بعدة أرجل، منها ما تنصب الفخاخ للآخرين، ومنها ما ترخي العنان؛ لتطلق فريسة كانت على وشك الإختناق، وتضيف بعض الدراسات إن الغالبية العظمى من الناس في العالم يتواصلون عبر الإنترنت، مستخدمين مواقع التواصل الإجتماعي، فالأصدقاء يسألون عن بعضهم عبرها، فيما تقل الزيارات الشخصية، وهناك أناس جدد يتعرفون على بعضهم البعض، وغرف المحادثة المسماة "تشات"، يتواعدون في نقاط إلتقاء؛ فيتقابلون، إما للصداقة أو لإقامة علاقة غرامية، أو حتى للزواج، إذا جرت الأمور بشكل جيد.