وصف الكتاب:
تشهد الساحة العالمية خلال العقدين الماضيين تغييرات واسعة وكثيرة في العديد من المجالات (الإقتصادية، الإجتماعية، التكنولوجية، السياسية، والإدارية)، مما كان لها الأثر الكبير في نشاطات منظمات الأعمال، وهذا ما أدى إلى إحداث تغيير جدري في المفاهيم والوظائف إدارة المؤسسات. وفي إطار نظام إقتصاد السوق تغير الوضع وظهرت معايير أخرى على الصعيد المؤسساتي كالمنافسة الحادة والشرسة بين المؤسسات وأيضاً ضرورة التكيف مع المتغيرات على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومن أجل ان تحقق المؤسسة أهدافها، تحتاج هذه الأخيرة إلى الإتصال كي تكون حيوية وديناميكية من خلال تبني فلسفة إدارية قائمة على التغيير والتجديد المستمرين في مجال تسيير الموارد البشرية وتثمين مهاراتهم ومعارفهم داخل المؤسسة، والهدف من ذلك تنشيط العلاقات مما يستدعي وجود نظام إتصالي شامل ومتكامل موجه نحو تحديد وتحقيق الأهداف المرجوة. إن المؤسسة الإقتصادية الحديثة على وجه العموم وحسب العديد من الإحصائيات توصلت إلى نتجية مفادها أن العد الإقتصادي المادي لا يكفي للوصول إلى نتائج باهرة، بل هناك مقاييس أخرى تصل من خلالها المؤسسة إلى ما تصبو إليه والمتمثلة في حتمية اللجوء إلى تبني البعد الإنساني والبشري وهذا ما أكدته الكثير من الإتجاهات النظرية والأكاديمية التي تنادي بأهمية البعد الإنساني في حل العديد من الإشكاليات في مجال التنظيم، وعلى رأسها منظومة الإتصال التي أصبحت تعد اليوم كإستراتيجية تعمل بها المؤسسات بإختلاف أنواعها وبالخصوص المؤسسة الإقتصادية التي أصبحت تنادي بضرورة تحقيق الأهداف ليست فقط الإقتصادية الربحية بال أيضاً الأهداف الإجتماعة في ظل ما يسمى بالمواطنة والمسؤولية الإجتماعية.