وصف الكتاب:
النصف الثاني من القرن 19 مهداً تنويرياً قلب الإهتمام من المادة الجامدة والحيوية إلى المادة السلوكية والبشرية، المتجلية في التفاعل الإنساني إجتماعياً ومع عاداته وتقاليده وفق ذهنية معدة سلفاً من تخمين الآباء والأجداد، الأمر الذي تدفقت من خلاله الكثير من العلوم الإنسانية والإجتماعية ومنها علم الإنسان. هذا العلم الذي يطلق عليه أيضاً الأناسة أو الأنثروبولوجيا، فكلّها تسميات تشير إلى ذلك التخصص العلمي الذي من شأنه دراسة النظم الفيزيقية والإجتماعية والثقافية للمجتمعات التقليدية المشكلة لوحدة مركبة ومعقدة، إلا أن السيرورة العلمية لهذا التخصص كانت تضج بالنقاشات وبالإزاحات أو الإضافات، لأجل تأصيل إستقلاليته ومكانته المتمايزة عن غيره من العلوم الأخرى. وفي سياق تمايز الدراسة الأنثروبولوجية نجد أن هذا العلم لم يُخلّي أي فضاء إلا ووضعه في حيز إهتمامه وبحثه، ونذكر هنا على سبيل القصد الفضاء الصحراوي، الذي هو قيد إهتمامنا من خلال النبش اثنوغرافيا واثنولوجيا في الحياة الصحراوية، بذهنيتها وأنماطها ومداركها الفكرية المنطقية وغير المنطقية، خاصة في مجال تصميم فضاء العيش وأبعاده التي يخلعها جوهره المحلي وكذا انعكسات ذلك على الفاعل الإجتماعي في ممارساته المختلفة.