وصف الكتاب:
لقد اكتسب علم التفسير مكانته في كونه مبيناً وشارحاً لكلام الله عز جل، ويفخر العلماء لتخصصهم فيه، قال ابن عطية: "فلما أردت أن أختار لنفسي، وأنظر في علم أعيد أنواره لظلم رسي سيرتها بالتنويع والتقسيم، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، فوجدت أمتنها جبالاً وأرسخها حبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنواراً علم كتاب الله – جلّت قدرته وتقدست أسماؤه – الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد؟ الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أيمن السماء إلى أمين الأرض هو العلم الذي جعل للشرع قواماً واستعمل سائر المعارف خداماص. بل إن عالماً كابن تيمية يندم علىأنه لم يستثمر كل وقته في تفسير كتاب الله حيث قال: "قد فتح الله عليّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن". وقد كانوا يتسابقون في هذا العلم حتى زخرت المكتبة الاسلامية بكم هائل من التفاسير، لكل واحد منهم طيفه الخاص الذي يميزه عما سواه، فتعددت المدارس وتنوعت المناهج وتشعبت الاتجاهات. ومع ظهور الفرق الإسلامية، كان هناك توجه في استجلاء معاني القرآن، وكان الكل فرقة توجهاً في التفسير خاصاً بها. ومن تلك الفرق التي نشأت في عهد مبكر نسبياً، وما زال لها وجود وأثر كبير في الواقع ، فرقة الشيعة الإمامية الاثني عشرية. والتي كان لمؤلفاتها الأثر الكبير في بقائها واستمرارها، وخاصة ما كان منها في مجال التفسير. والإمامية هو لقب يطلق على طائفة من فرق الشيعة الجامع بينها الاعتقاد بالوصية الإمامية لعلي رضي الله عنه. يقول الشهرستاني: "الإمامية هم القائلون بإمامة علي رضي الله عنه نصاً ظاهراً وتقينياً صادقاً من غير تعرض بالوصف، بل إشارة إليه بالعين. وقد تخصص فيما بعد هذا اللقب بالاثني عشرية، كما دلّ على ذلك قول ابن خلدون فيم قدمة تاريخية: "وأما الاثنا عشرية فربما خصوا باسم الإمامية عند المتأخرين منهم". وجاء في مختصر التحفة الاثني عشرية أن خرقة الاثني عشرية هي المتبادرة عند اطلاق اللفظ. والاثنا عشرين نعت يطلق على الشيعة الإمامية القائلة باثني عشر إماماً تعينهم بأسمائهم. وظهور هذا الإسم كان بلا شك بعد ميلاذ فكرة الأئمة الاثني عشر، أب بعد وفاة الإمام الحادي عشر الحسن العسكري سنة 260 هـ، فقبل وفاته لم يكن أحد يقول بإمامة المنتظر إمامهم الثاني عشر، ولا عرف من زمن علي رضي الله عنه ودولة بني أمية أحد ادّعى إمامة الاثني عشر. ويرى صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية أن فرقة الإمامية الاثني عشرية ظهر سنة 255 هـ، لأن هذه السنة هي التي زعموا أن فيها ولد إمامهم الثاني عشر محمد بن حسن العسكري، والذي يزعمون حياته إلى اليوم، إذ دخل في سرداب من إحدى مناطق العراق.. وهم ينتظرون خروجه المتزامن مع ظهور المهدي. أما الاثنا عشر الذي يقولون إنهم أئمتهم، منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين، وتسعة من ذرية الحسين وهم علي زين العابسين بن الحين بن علي رضي الله عنه ويلقبونه بالسجاد (38هـ - 95 هـ) 5- محمد الباقر بن علي زين العابدين، ويلقبونه بالباقر (57 هـ - 114هـ) 6- جعفر الصادق ويلقبونه بالصادق (83 هـ - 148 هـ) 7- علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق، ويلقبونه بالكاظم (128 ه– 183ه) 8- علي الرضا بن موسى الكاظم ويلقبونه بالرضى (148ه-203ه) 9- محمد الجواد بن عيل الرضي ويلقبونه بالتقي (195ه-220ه) 10- على الهادي بن محمد الجواد، ويلقبونه بالتقي (212ه-254ه) 11- الحسن العسكري، ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر (قيل أنه ولد سنة 256ه). وهناك ألقاب أخرى للاثني عشرية تطلق عليهم في بعض البلدان مثل لقب (المتناولة) يطلق على شيعة لبنان، وهو مأخوذ من الولاء والموالاء وهيا لحب لموالاتهم أهل البيت. وقيل أنه سموا بذلك لأنهم كانوا يقولون في حروبهم (مت ولياً) قسمي الواحد منهم متوالياً لذلك. ومثل لقب (قزلياش)، وهو لفظ تركي معناه ذو الرأس الأحمر. وهذا الإسم مشهوراً الآن في بلاد إيران، وكذلك في بلاد الهند والروم. وهناك لقب آخر يطلق على شيعة الحجاز وهو: (التحاولة) نسبة إلى النخل لاشتهارهم بزراعة النخلن ونسبة الواحد (نخلي). بالبورة، فقد كان لهذه الغرفة الأمامية منهج خاص في تفسير معاني القرآن الكريم، وليس هناك من دراسات وافيه حول التفسير عند الشيعة الأمامية الاثني عشرين. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب بالذي يأمل المؤلف أن يعطى من خلاله صورة واضحة عن التفسير واتجاهاته تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يأمل المؤلف أن يعطي من خلاله صورة واضحة عن التفسير واتجاهاته ومنهجه عند الشيعة الإمامية، محاولاً الإشارة إلى مواطن الانحراف الواجب التنبيه إليه لكل من يقرأ تفاسيرهم