وصف الكتاب:
في نهاية المكالمة قلت لها: لي طلب عندك. « قول».. قالت. قلت لها: عايزك تكتبي لي مقدمة للكتاب. قالت:«أنت عارف إن أنا تركت الفن والصحافة وقفلت هذا الباب من زمان». ألححت عليها، قالت ضاحكة بخفة دمها المعتادة:«هاتسكت ولا أقول ما أعرفكش وما ليش علاقة بالمذكرات دي»، ضحكت معها فرحا بضحكتها التي لم تتغير منذ احتجابها وحتى الآن، مثل صوتها الذي مازال يحمل تلك التغريدة العذبة التي لا تنساها الأذن، نعم فشادية تنتمي إلى هؤلاء البشر الذين يبيعون العالم ليختاروا الاقتراب من ربهم ويبتعدوا عن كل ما في الدنيا من غواية وبريق. شادية.. من واكبت بصوتها وتمثيلها درب العمر.. النجمة المطربة الممثلة صاحبة حنجرة الدلال والنضوج والشجن.. ويا حبيبتي يا مصر.. فاطمة أحمد شاكر. فتوش. نور اللص والكلاب. زهرة. ميرامار. حميدة زقاق المدق. فؤادة شئ من الخوف.. صوت مصر. كحالة استجابة فورية بما أصدرته تلك الحنجرة الذهبية من رشيق النغمات. النجمة التي اعتزلت في الأوج ولم تزل صحوة نغماتها حية. يا حبيبتي يا شادية يا من غنيت لحبيبتي مصر.. لمن صحبتنا إلى مهاجع الوجد لرحلة الشفافية. للتناهي في العشق الإلهي. لكلمات كان شدوك فيها ابتهالات ورجاوات ودعاء يلمس الأعماق ليخرج في نزاهة التوبة الناصعة.. نوافقك ونستعيد "قل ادعو الله" لكمال الطويل، و "اللهم اقبل دعايا" لبليغ، و "يا مقسم الأرزاق" لعلي إسماعيل، و "سبحان الله" للسنباطي وفي الليلة المحمدية قلت للحبيب. للمصطفى. لسيد الخلق. لمحمد صلي الله عليه وسلم.. خد بإيدي يا سيدي.. وآدي حالها وحال جميع المؤمنين اللي آمنوا بالنبي الهادي الأمين اللي جه رحمة لكل العالمين. قالت وقلنا ويبقى من الأقوال الكثير في سيرة شادية التي ظل الابن الكاتب الصحفي النابغة سامي كمال الدين يجمع أزاهيرها، والآن آن أوان قطافها لتغزل على نول محبتها في القلوب ثوب الخالدين بين ضفتي كتاب.. سناء البيسي