وصف الكتاب:
نحن نحتاج إلى مثالية إسماعيل مظهر التي انتهجها في رسم خطوط حياتنا الأدبية والسياسية والاجتماعية. والحق أن الأمم لا تتقدم ولا تترقى إلا إذا هى آمنت بأفكار مثالية، وتطلعت إلى المثل الأعلى في أى إتجاه من الإتجاهات التي يدور فيها فكرها وعملها. الأمم لا تنهض أبداً ولا تعتلي سلم المجد ولا تتنسم رٌبى العزة إلا بأفكار مثالية. ثم أني أعتقد أن أحداً غيري قد لا يستطيع أن يتحدث عن إسماعيل مظهر كما أتحدث أنا عنه، ذلك أني ولده وتلميذه الذي لازمه كظله، وعرف عن قرب خلجات نفسه وآماله وتطلعاته. هذا فضلاً عما تحت يدي من مستندات هامة جداً لم تنشر من قبل ولا يملكها غيري، وتحمل بين سطورها مفتاح نفسه. وأنا هنا لي عدة صفات. فأنا أولاً ولده، وثانياً تلميذه، وثالثاً ثائر مثله، ورابعاً مؤرخ. وآمل بكل جوارحي وبكل ما ينطوي عليه قلبي من حب للحق والعدل أن يخرج هذا الكتاب إلى عالم الفكر، صورة صادقة عن حقبة هامة جداً من تاريخ أدبنا الحديث، وبحيث تكون الموضوعية التامة لا غير هدفي الذي أتوخاه.