الحجاج
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
الحقيقة مطموسة في بئر سحيقة من الكتب تبحث عن الذي يخرجها ليظهر للناس الحقيقة ، كوردة يانعة في ركام من الأشواك تبحث عن قاطفها . هل حقاً تاريخنا مزيف ؟! هل كتب المؤرخون تاريخنا علي أهوائهم أم انتصفوا للحق ؟ سؤال محير تعددت وجهات نظرنا له فمن مؤيد ومن معارض ومن محايد . الحجاج بن يوسف الثقفي واحدٌ مِمن حِيكت حولهم الأساطير و الخرافات التي بلغت حد الإجحاف ، قليلٌ من انتصفوا له و أخرجوه من براثن قول التاريخ الذي انتشر بين الناس . رواية الحجاج للكاتب رضا ربيع كانت من الذين انتصفوا لهذا العلامة في تاريخ أمتنا. ********************** لا أدري كيفية تقييم رواية تاريخية فعلاً ؟!هل أُقيّمها من حيث المقومات الفنية أم من الناحية التاريخية وعلي أي صعيد أتكئ ؟! ومادمت غير مُلّمٍ بتفاصيل تلك الحقبة من التاريخ إلماماً يؤهلني لكي أتصيد أي أخطاء أو مغالطات تاريخية في طيات الرواية ، و خصوصاً أن الكاتب لم يوضح لنا مصادره التي اعتمد عليها في استقاء الأحداث التي سردها لنا في العمل ، وهذه نقطةليست في صالحه ؛ فسأقيم العمل كيفما رأته ذائقتي الأدبية ، و أدع التاريخ لأهل التاريخ . *********** تدور أحداث الرواية حول فترة حكم الأمويين في نشأة دولتهم و تدور حول تفاصيل حياة الحجاج بن يوسف الثقفي من منشأه حتي وفاته . بما أن الرواية تاريخية فلا توجد عقدة أو حبكة ، لكن اعتاض عنها الكاتب بتسلسل أحداث مشوق يجعل القارئ يستحث الخطي حتي يعرف ما سيحدث تالياً متمتعاً بأسلوب الكاتب المُبهر في السرد ، فقد جاء السرد متجانساً علي لسان الأبطال ،و قد أتقن الكاتب هذا النوع من السرد فنجد الأبطال يظهرون في طبيعتهم البشرية دون تكلف أو استظهار لقدرات خارقة ٍو يروون الأمور من وجهة نظرهم فقط ، و يجتهدون في تبريرها و يعملون علي تشويه وجهات نظر الآخرين ، وهنا لي وقفة حيث قد يجد القارئ العادي أن الكاتب قد تحامل للحجاج أو عبدالملك بن مروان و أجحف في الحكم علي معارضيهم ومُخالفيهم ، كما استخدم الكاتب تقنية سردية في حكي نفس الأحداث من أربع وجهات نظر لل( الحجاج ، عبدالملك بن مروان ، جرير الخطفي ، ليلي الأخيلية ) و يقوم بالسرد في أزمنة مختلفة ، فيتخطفك من حدث لآخر ومن زمن لمستقبله ، حتي لتُحس نفسك في حلم و أنت منتشٍ . نأتي الآن لجُلّ ما أبهرني في هذه الرواية ألا وهي اللغة ، فاللغة لغة فصيحة المتن و الحوار ، استخدم لغة ذاك العصر وكان بها عليماً ، و إن ذكرنا اللغة فمن الحيف ألا نذكر الوصف ، فقد أتي بديعاً لا تكلف فيه ، يدل علي ملكة الكاتب اللغوية واتساع معجمه .
