وصف الكتاب:
"يجدر بأي دراسة عن المرأة في المجتمع السكندري أن تنتبه إلى عدد من الإشكاليات منها: أولًا، أثر الاختلاف في الثقافات المكونة للمجتمع السكندري وتركيبته الاجتماعية المركبة على حياة المرأة اليومية وهويتها الثقافية في المدينة، بخاصةً في ظل طرح العديد من الآراء إن المجتمع السكندري كان مجتمعًا أوروبيًا قلبًا وقالبًا يتكون من جاليات منفصلة تمامًا عن بعضها وعن المجتمع المصري. ووفقًا لذلك تطرح العديد من الآراء مثلًا: فكرة فضل الأصول الشامية أو اليهودية للنساء السكندريات اللاتي أصدرن الصحف النسائية الأولى في الإسكندرية، وتتناسى بأن الفضل قد يعود إلى الحرية والاختلاط الثقافي التي تمتعن بها في مجتمع الإسكندرية الذى نشأن به وإلا لكن أصدرن هذه الصحف في بلد أصولهن الأولى. ويؤكد ذلك طرح يرى نموًا متوافقًا للمجتمع السكندري توحدت من خلاله عناصر المدينة في ظل نخبة تعادلت فيه النخبة الوطنية تمامًا مع الحجم الاجتماعي والثقافي للأوروبيين مما جعل الإسكندرية مثالًا مرجعيًا في الحركة الليبرالية المصرية. ثانيًا، أثر هذا المجتمع المختلط على حياة المرأة الأسرية، وهل لعبت المرأة دور ما من خلال الأسرة والزواج في الربط بين عناصر المدينة المختلفة. كما يمثل الإشكالية الثالثة البحث عن أثر التحديث في المدينة على حياة المرأة ودورها في اقتصاد المدينة والوظائف التي شغلتها نتيجة للطبيعة الاقتصادية للمدينة. أما عن أهمية الكتاب فهو يتيح لنا من خلال الاشتباك بين دراسة تاريخ المدينة ومجتمعها وتاريخ النساء وحياتهن بها، معرفة أوسع بالمجتمع المصري وتاريخه في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. "