وصف الكتاب:
"هذا المُجتمع الخامس Fifth Society، الذي يمكن أن نطلق عليه في هذا الكتاب ""مُجتمع ما بعد المعلومات ""، يأتي بعد أربعة أجيال رئيسية مرَّت بها الإنسانية، وهي: مُجتمعات الصيد، والزراعة، والصناعة، والمعلومات، وأخيرًا المُجتمع الخامس Fifth Society أو ""مُجتمع ما بعد المعلومات ""، ذلك المُجتمع الذي تندمج فيه المعلومة والآلة مع عقل الإنسان، ويُعتبر الإنترنت أو الفضاء الإلكتروني أو النطاق الخامس Fifth domain هو العمود الفقري لهذا المُجتمع، فبعد الأرض والبحر والجو والفضاء الخارجي، أصبح الفضاء الإلكتروني خامس الميادين التي تسعى البشرية لاستغلالها. وعلى سبيل المثال، فبدلًا من أن يستخدم الفرد ""خرائط جوجل"" مثلًا للذهاب إلى مقصده كما هو الحال في مُجتمع المعلومات، ستقوم السيارة ذاتية القيادة أو الطائرات المسيرة من دون طيار بذلك في مُجتمع ما بعد المعلومات ، وبدلًا من إعطاء أوامر للرُّوبوتات للقيام ببعض الوظائف والمهام، فإنها سوف تقوم بصورة منفردة بتحليل المعلومات من المجسَّات وأجهزة الاستشعارات الموجودة في كل مكان، وتتخذ القرار بصورة ذاتية، وستقدم تقنيات إنترنت الأشياء خدمات للبشر تسبق احتياجاتهم وتوقعاتهم، وتصبح نظم الإدارة لا مركزيَّة بصورة كبيرة؛ بفضل تقنيات البلوك تشين. ومع أن هذا التَّحوُّل ليس هو الأول الذي تُحدثه التطورات التكنولوجية عبر التاريخ، إلا أنه سوف يكون التَّحوُّل الأقوى؛ نظرًا لأنه سوف يغير من طرق التواصل بين الأفراد. ويتضح ذلك في تأثير الاختراعات التكنولوجية على طرق التواصل بينهم، بداية من اختراع آلة الطباعة الخشبية على يد الصينيين( )، ثم اختراع التلغراف على يد ""صمويل مورس""، مرورًا باختراع الهاتف على يد ""جراهام بل""، ثم اختراع شبكة الويب على يد ""تيم بيرنرزلي""( )، ثم التطور الأبرز المتمثل في الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهواتف الذَّكيَّة وإنترنت الأشياء التي سهلت عملية التواصل بصورة كبيرة بين الأفراد. "