وصف الكتاب:
"يشير الكتاب الى انه على الرغم من تعدد الأدوار الوظيفية للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام، تظل وظيفتها الإخبارية أحد أهم وأبرز هذه الأدوار، إلا أن واقع الممارسة المهنية يؤكد أن هذا الدور لم يعد مقتصرًا على نشر المعلومات عن الأحداث الجارية، فالمؤسسات الصحفية تحدد أحداثًا بعينها لتغطيتها خبريًا، في الوقت الذي تتجاهل فيه أحداثًا أخرى. يتجسد الانتقاء أيضًا على مستوى الحدث الواحد عندما يحدد المحررون المعلومات التي سيتم نشرها، وقد يخفون معلومات أخرى، كما يحددون مصادر المعلومات وفقًا لمقتضيات السياسة التحريرية لمؤسساتهم. وبالرغم من أن القارئ قد يجد زخمًا في دراسة تأثير أنماط ملكية الصحف ومصالح ملاكها وعلاقتهم بأطراف الصراع، سواء أنظمة الحكم أم القوى المطالبة بالإصلاح، على خطابها الخبري، فإن واقع المكتبة الإعلامية يشير إلى ندرة واضحة في الدراسات التي عنيت برصد تأثير التفاعل بين أطراف الصراع بعضهم بعضًا، وتفاعلهم مع مالكي المؤسسات الصحفية على الأداء المهني لهذه المؤسسات. ومن ثم تتجسد أهمية هذا الكتاب في محاولته ملء الفراغ بالمكتبة الإعلامية التي تخلو من الإنتاج العلمي الذي يهتم برصد أنماط التحيز وآليات ظهوره في الخطاب الخبري، وتحليل وتفسير الأسباب التي تقف وراء إنتاج معالجات إخبارية متحيزة، التي تؤثر، بطبيعة الحال، على الأداء المهني للمؤسسات الصحفية. فيما يعرض الكتاب، عبر فصوله المختلفة، 9 أسباب رئيسية للتحيز، وصنفت الكاتبة أنماط ظهوره وفقًا لمُتغيرين التحيز على مستوى الشكل، ويظهر في آلية العرض والتقديم والمساحة المخصصة للنشر، والتحيز على مستوى الصور المصاحبة للتغطية، والتحيز على مستوى المضمون الذي ظهر في نحو 12 نمطًا أبرزهم التحيز بالانتقاء، والتحيز اللغوي، والتحيز على مستوى توظيف الأرقام. "