وصف الكتاب:
"يدور الكتاب حول ظاهرة استرعت انتباة الكثيرين فى مصر والعالم ، وهى العداء المتنامى لوسائل الإعلام وتدهور مصداقيتها لدى الجمهور ، ففى ظل حالة الحراك السياسى والإعلامى الذى تمر بها المنطقة العربية خلال العقد الأخير، حيث فرضت قضية المصداقية حالة من الجدل بين أوساط الرأى العام حول حدود حرية وسائل الإعلام والخطوط الفاصلة بين تناول الأحداث السياسية كوقائع مجردة دون تحيز، فضلا عن ترديد بعض وسائل الإعلام للشائعات دون التحقق من مصداقية العديد من الأخبار لدى مصادرها . وفى ظل التدفق الكبير فى المعلومات وتعدد المنابر الإعلامية- سواء أكانت قنوات حكومية أو وخاصة أو مواقع إليكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى- تبدو قضية العداء لوسائل الإعلام أمراً حيوياً خاصة مع انتقاد الكثيرين لضعف التزام تلك الوسائل بالمعايير المهنية المتعلقة بالدقة والأمانة والتوازن والعمق وغيرها فى تناول القضايا والأحداث الجارية ، وألقت الانتهاكات الإعلامية المتكررة بظلالها على ثقة الجمهور بوسائل الإعلام ،ونظرته العدائية نحوها فى ظل حالة الاستقطاب السياسى والجدل الكبير حول التغطية الإعلامية لكثير من القضايا بين أوساط الرأى العام فى مصر والدول العربية . استطاع الكاتب أن يفسر أبعاد الظاهرة ويطوف بنا بتأثيراتها المختلفة ويحلل العوامل المسببة فى شعور العداء المتبادل بين الجمهور ووسائل إعلامه، وأسباب انخفاض مصداقية وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الجديدة عالميا وعربيا ، ودور الممارسات الإعلامية السلبية فى تعميق فجوة العداء وإضعاف الثقة المتبادلة مع الجمهور . الكتاب يشخص حالتنا المصرية والعربية ويلقى الضوء على نماذج علمية مستحدثة لمعالجة قضية العداء والمصداقية، مقدما نموذجاً نظريا جديداً يجمع بين العداء لوسائل الإعلام ومصداقيته متضمناً لمراحل إدراك الجمهور لمصداقية وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية فى تناول القضايا المختلفة والعوامل المؤثرة بها بالإضافة إلى تأثيراتها المتعددة ، ويجيب على تساؤلات أبرزها ما الذي يجعل الجمهور يحمل اتجاهات عدائية نحو وسائل الإعلام؟، وما هى الممارسات الإعلامية التى تقلل من جودة وكفاءة المحتوى الإعلامي وتجعل الجمهور يستنفر قواه ضدها؟ استعرض الكتاب فى فصولة السبعة مفهوم العداء لوسائل الإعلام وأثارة على تدهور الثقة بوسائل الإعلام والنظام السياسى ككل والنماذج المرتبطة بمصداقية وسائل الإعلام التقليدية والجديدة . كما سلط الكتاب الضوء على مصداقية مواقع التواصل الاجتماعى والأسباب التى جعلتها تتصاعد فى معدلات ثقة الجمهور بها حتى أعوام قليلة ماضية، ثم ما لبثت أن تدهورت بفعل تزايد انتشار الأخبار المزيفة بها وانتشار خطابات الكراهية بها . ثم ينتقل الكاتب لتحليل التراث الترايخى لدراسات المصداقية والعوامل المؤثرة بها ، وكذلك مصداقية الإعلاميين وأسباب تزايد حالة السخط من الجمهور تجاة بعض الممارسات غير المسؤلة فى العديد من القنوات وصفحات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعى ويقدم الكاتب رؤية تحليلية بناء على دراسة علمية شملت تحليل مضمون مجموعة من البرامج التليفزيونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى بالإضافة إلى تطبيق دراسة ميدانية على عينة من الجمهور المصرى المهتم بمتابعة الشئون السياسية، تنتهى لتقديم رؤية مقترحة لتطوير لتطوير الأداء المهنى للقنوات التليفزيونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى لتتوافق مع معايير المصداقية وتقلل من فجوة العداء وشعور الجمهور بتحيزها فى تناول القضايا . يمثل هذا الكتاب إضافة علمية مهمة للمكتبة الإعلامية العربية ، ولممارسى العمل الإعلامى ودارسى علوم الإعلام والاتصال السياسى وصناع القرار ويسد ثغرة ويعالج قصوراً فى دراساتنا العربية وهو مرجع لاغنى عنه لكل باحث وممارس للعمل الإعلامى والسياسى . يذكر أن الدكتور عمرو محمد عبد الحميد يعمل مدرساً بكلية الإعلام جامعة بنى سويف ومحاضراً بكلية الإعلام والعلاقات العامة جامعة النهضة والأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام ،ومدرباً معتمداً بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية ، والعديد من مراكز التدريب الإعلامى الحكومية والخاصة بمصر ودول الخليج العربى ،وخبيراً فى دراسات الإعلام والرأى العام بالمجلس العربى للطفولة والتنمية. الكتاب صادر عن دار العربى للنشر والتوزيع التى يرأسها الاستاذ شريف بكر الأمين العام لاتحاد الناشرين المصريين . "