وصف الكتاب:
نبذة الناشر: شهدت أرض سورية الطبيعية في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد بروز المجموعات الآرامية التي بدأت تأخذ دوراً ريادياً على مسرح الأحداث، مع تأسيسها لدويلات نشأت أحياناً في عواصم ومدن معروفة وعريقة، مثل دمشق وحماة، وفي أحيان أخرى نشأت في مناطق جديدة تم إختيار مواقعها بعنايةً، كان الدافع إليه، إما وقوعها على طرق التجارة القديمة، أو قرب مصادر المواد الأولية: كخامات المعادن، والأخشاب، أو في أماكن غنية من الناحية الزراعية سواء لزراعة المحاصيل أم لتربية المواشي، أو على الطرق التجارية المعروفة. وهذا ما حقق لهذه الممالك الكثير من الإزدهار السياسي والإقتصادي والإجتماعي والحضاري، ومكنها من فرض نفسها عاملاً رئيساً في الصراع السياسي والعسكري الذي امتد حتى القرن الثامن قبل الميلاد، وفي الوقت ذاته كان سبباً في أن يجلب عليها نقمة الطامعين من القوى المجاورة. ولم يستطع الآراميون مواجهة التحديات التي أحاقت بدولهم المتفرقة، بسبب فشلهم في تحقيق وحدتهم السياسية، رغم صلة القربى والمصالح التي كانت تجمعهم، لكنهم تركوا إرثاً ثقافياً راقياً تجلى بلغتهم التي تحولت، منذ النصف الثاني من القرن السادس ق. م، إلى لغة عالمية، رغم أفولهم السياسي، وهو من أهم الشواهد على رفعة حضارتهم. هناك الكثير من الأبحاث التي تناولت تاريخ الآراميين السياسي، لكنها نادرة تلك التي تناولت تاريخهم الحضاري بكل جوانبه، الإقتصادية، من عمران وزراعة وتجارة ومواصلات وصناعة وتعدين، والإجتماعية، من طبقات إجتماعية وعائلة ومنزل وأثاث وطعام وووضع المرأة وحياة السكان اليومية... إلخ. ويأتي هذا الكتاب ليغطي الجوانب التي أغفلها الباحثون في محاولة لكشف حقيقة وقيمة الحضارة التي حققها السوريون باسمهم الآرامي في الألف الأول ق.م.