وصف الكتاب:
السوما/الهاوما أحد الآلهة العتيقة في التقاليد الهندية-الإيرانية، ففي الهند كان السوما إله ونبات في آن واحد، وفي إيران تمّ تمثيل الهاوما في الهاوما ياشت على أنه ربّ زرادشتي، وكان زرادشت ادعى بأنه تكلم معه وجهاً لوجه، إذ تمّ تصوير الهاوما على أنه الابن السماوي لـ اهورامزدا، وبأنه كان يقترب من الرسول زرادشت عندما يكون منشغلاً بالاعتناء بالنار المقدسة وينشد الترانيم عليها: "مضى إليه هاوما، فسأله زرادشت: من أنت أيّها الإنسان الذي لم أرَ مثل روعتك في كل العالم المادي، مثل ظاهرك المنير، والخالد؟"( ويظهر الهاوما كإله وهو يقدم قربانه إلى الربة درفاسبا فوق جبل هارايتي (Haraiti) ، ونحن نعرف أن الإله اهورامزدا قد أقام هاوما ليكون كاهنه السامي. وهذه المسألة سنعود إليها لاحقاً. كما يظهر الهاوما وهو يعبد كل من سراوش: "المبارك الذي عبده الهاوما فوق أعالي قمة هارايتي..." ، كما يعبد ميثرا: "الذي تضرّع له هاوما". ولا نعرف كيف ظهر هذا الإله، ومن أوجده، ففي الهند يقال عن السوما عادة بأن مولده عتيق، لذا نقرأ خطاباً موجهاً له لا نكون مخطئين إن قلنا أنه يشبه إلى حد كبير الترانيم المسيحية: "طوبى لك يا اندو النقي، فقد ولدت عظيماً، فكن منتصراً في كل مكان". ولكن في إيران نمتلك معلومات أكثر حول أصل هذا الإله، فهو حسب التقاليد الإيرانية كان هذا الإله قد خلقه إله آخر يدعى الإله الماهر: "لقد خلقك الإله الماهر سريعاً، وحكيماً". ويخاطب الهاوما بكونه مخلوقاً: "الخالق السريع أنت. لقد نقشك الإله الخيّر..." ولكن لا نعرف من هو هذا الإله الذي يُنسب إليه خلق الهاوما، ربما كان المقصود به اهورامزدا، وهذا الرأي يتأكد إذا ما قرأنا مقطعاً منسوباً إلى زرادشت يقول: "المجد لهاوما الذي خلقه مزدا، طيب هاوما الذي خلقه مزاداً.