وصف الكتاب:
فروض الكتابة هنا لها قدسية خاصة فقد إختصر المؤلف وباقتدار المسافة المفترضة ، واحياننا المتضخمة بين القارىء والنص ، وأوجد افقا واقعيا يمكن تدوينه وتوثيقه أزاء قضية كانت ولا زالت تمثل قاسما مشتركا لكل العراقيين على اختلاف اراءهم ومذاهبهم السياسية والاجتماعية . وقد استخدم المؤلف الكلمة والصمت معا لبناء رابطة نشطة مع القارىء من أجل الانخراط في ماراثون حسم المسافة المقطوعة بين الواقع والمتوقع وحيث تسكن الحقيقة ، ليس على مستوى العنوان للكتاب – الوثيقة ، ولكن لمضمون اخر تقف فيه السياسة ويشخص فيه الاقتصاد وتتدافع في الافكار والمبادىء . هذه بالنسبة لنا نحن القراء ، وتلك الخمسون عاما بالنسبة للمؤلف ، هي مخاض العمر باسره ، ولا يمكن قراءة النص دون ادراك المعاني المضمرة في الرواية الخارجية لتداعي الاحداث ، فالمؤلف هنا هو مادة الحدث وهو الشاهد في الوقت ذاته . وهذا العلاقة تمكن الكاتب من بناءها بحرفية المختص ، وبأمانة المهني في تتبع قصة النفط على مدى العقود الخمس التي عاشها بكل تفاصيلها واحداثها ، اي بكل نجاحاتها ومعاناتها وانكساراتها .