وصف الكتاب:
تتكون المجموعة من أربعمائة قصيدة من قصائد الإضاءات السريعة الخاطفة وربما نستطيع تسميتها بقصائد اللقطة، وقد انشقت تلك القصائد الى صنفين في طبيعة تكوينها فكرية ووجدانية، مالت هذه القصائد الى الكثافة والتركيز فحققت الهدف الذي أراده الشاعر ، وتأكيدا على ذلك يمكن عرض تعريف الناقد الإنكليزي ( هربرت ريد ) للقصيدة القصيرة حيث قال : ( الشكل والمحتوى مندمجان في عملية الخلق الادبي ، فعندما يسيطر الشكل على المحتوى ( الفكرة ) أي عندما يمكن حصر المحتوى بدفقة فكرية واحدة، واضحة البداية والنهاية ، بحيث تبدو في وحدة بيّنة ، عندها يمكن القول اننا أمام القصيدة القصيرة . في حين عندما يكون المحتوى الفكري معقدا جدا لدرجة لجأ معها العقل الى تقسيم هذا المحتوى الى سلسلة من الوحدات الجزئية ، وذلك ليخضعه لترتيب ما من اجل استيعابه في اطار كلي، عندها يمكن القول اننا إزاء القصيدة الطويلة ) . وقد عرف الناقد الليبي خليفة محمد التليسي قصائد اللقطة على انها : ( ومضة خاطفة ، ولمحة عابرة، ودفقة وجدانية ، ولحن هارب ، واغنية قصيرة). لذا امتازت قصائد السمرمد بما تكتنزه من ملفوظات قليلة ، ذات دلالات كثيرة ، وإيماءات خصبة، وقد أضاف الشاعر لومضته سردا مبطنا ليخلق دهشة في هيكليتها ومتنها : ثلاثةٌ لا ينامون الليلَ !! أبي ..والكلب .. والقمر !!