وصف الكتاب:
لم تعد الثقافة محصورةً في الآداب والفنون إنتاجاً وإستهلاكاً، بل أصبحت، كما هو الحال في تعريف ريموند وليامز لها، نهجَ حياةٍ شاملاً لأمّةٍ ما في زمانٍ ما ومكان معيّن؛ هذا مع الإحتفاظ بالفنون والآداب مكوّناً مهمّاً من مكوّنات الثقافة المتعدّدة، لكن بعيداً عن الهيمنة. أي إنّ الثقافة اتّخذت منحًى جمعياً يكشف عن هويّة المجتمع من خلال عمليّة تفكيكيّةٍ لنمط حياته، ولّما كانت الثقافة تنبع أصلاً من المجتمع وتصبّ فيه لاحقاً، فقد أضحت تجلّياتها متجدّدةً زماناً ومكاناً تجدّد حياة المجتمع، أي إنّ الثقافة تسير في عمليّةٍ نقوم نحن بني البشر بإنتاجها، وهي ليست حصيلةً جاهزةً سلفاً تفرض نفسها علينا من خارج حياتنا المعيشة إِن كنّا نريد ثقافةً حرّةً بعيدةً عن الهيمنة. يقوم هذا السفر بتقديم نماذج من تجلّيات الثقافة علّها تعين على إستيعاب آفاق الثقافة المتجدّدة من الناحيتين النظريّة والعمليّة، المتلازمتين في إنتاجها وإستهلاكها. د. محمّد شاهين