وصف الكتاب:
والرواية تتحدث عن الحرب النفسية المستعرة بين الأنا والآخر، وعن التَّناحرية والتَّصادمية في العلائق الاجتماعية والعاطفية الموتورة المتشنجة، وعن الحضور الطاغي للخيانة، وتتناول انزلاق السلوك الفردي والمجتمعي إلى قاع الهاوية، ما يفسح مجالاً لتشريع «الرذيلة» بكل ما لها من قتامة وظلال بائسة، «رذيلة» العلاقات المحرَّمة بين الرجال والنساء، و«رذيلة» الغدر بالأوطان المؤسَّسة على منظور شخصي ونَفعي ضيقيْن، يُطيحان بالأولويات المصيرية الكبرى بلا هوادة. و«انشطارات» (ميرفت) لا تعوزُها جرأة المساءلة والمواجهة… مواجهة المجتمع برُكامه الهائل من الفساد والإفساد، كما في المُعطيين الاجتماعي والأخلاقي، ونساء (علي) في الرواية «مُنشطرات» متشظِّيات «لائبات» بين الشك واليقين، وهنَّ في بحث مُضنٍ عن برّ الأمان العاطفي من دون جدوى. فالمرأة العربية حاضرة كـ«كبش فداء»، وكأُضحية جاهزة تلبّي الحاجات والضرورات التي تُبيحها وتُشرّعها النرجسية الذكورية، التي تحاول إزاحتها عن الخطوط الأمامية لصناعة الحدث والفعل وإثبات الذات، فالمرأة لا تزال حية تُرزق منذ العصور القديمة حتى القرن الحادي والعشرين، لكنها «منقَّبة» بـ«النقاب» العُرفي الثقيل، ومحجّبة بـ«حجاب» التقاليد البالية، و«متَّشحة» بوشاح الدونيَّة والانتقاص من الكرامة الشخصية والحقوق الإنسانية في أخذ المبادرة في الفن والإبداع وإبداء الحب والشَّغف. بالرغم من تقدم الحضارة البشرية، علمياً وفكرياً وتكنولوجياً وسلوكيّاً في أمم الغرب وشعوبه. (انشطارات دودة القزّ) لـ (ميرفت أحمد علي) رواية تفاجئُك بأكثر من إدهاش بين فقرة وأخرى وفصل وآخر، حيث لا تملك إلا أن تُبحرَ في متن الرواية، وتغوصَ في طيَّاتها وثناياها، فلا تتوقف لأخذِ نفَس من فرط الإثارة والثقل النوعي للأفكار وللآراء المتلاقحة في الحياة بعامة. ما يطرح أكثر من سؤال عن خلفية المؤلِّفة الثقافية، ومواردِها المعرفية الغنية المتنوعة، عن البوح الساخر المرير، ومرثيَّة الإنسان والوطن والحرب، لكن ليست الحرب في ميادين النزاع العسكري، بل الحرب الأخطر.. حرب استنزاف الإنسان، ومراودته عن أحلامه ومصيره، وإقصائه عن دائرة التأثير بإغراقه في فوضى تردّي القيم والأخلاق، وبتقزيمهِ ومسخهِ ذكراً كان أم أنثى، فرداً كان أم مجتمعاً أم وطناً، حيث يجرَّد من كل قدرة على البناء والانطلاق نحو أفق أفضل. وذلك في سياق أُسلوبي متفرّد ساخر حزين، كأنه معزوفة ناي في الهزيع الأخير من ليلٍ لا انبلاجَ لفجرٍ بعدهُ.