وصف الكتاب:
أبو عبد الله محمد بن مسرّة الجبلي (269 هـ - 319 هـ) مفكر ومتصوف وفيلسوف أندلسي. ولد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسرة بن نجيح في 7 شوال 269 هـ لأب كان يعمل بالتجارة. سافر أبوه إلى مكة والبصرة للحج والتجارة، وتأثر بآراء المعتزلة. تعلم محمد علوم الدين والفلسفة على يدي أبيه، كما سمع من ابن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني. توفي أبوه عام 286 هـ، وقد تشبع ابنه بأفكار المعتزلة. اتخذ ابن مسرة لنفسه معتزلا في جبل قرطبة، وتجمع حوله المريدين. وما لبث أن انتشرت أقوال حول طبيعة تعاليمه، فقيل: أنه كان يلقن تلاميذه بدعة الاعتزال، كما قيل إنه ينشر آراء تقول بوحدة الوجود. مما دعى الفقيه خالد بن أحمد الحباب المالكي إلى شن حملة عنيفة عليه، وألَّف كتابًا في الرد عليه، بل واتُهم ابن مسرة بالزندقة، ففر من قرطبة في أواخر عهد الأمير عبد الله بن محمد، بصحبة تلميذيه ابن المديني وابن صقيل، ونزلوا في مكة على أبي سعيد بن الأعرابي. اشتغل ابن مسرة في رحلته بملاقاة أهل الجدل والكلام والمعتزلة.