وصف الكتاب:
نشأ علي أحمد باكثير بمدينة سوربايا في جزر الهند الشرقية (بإندوينيسيا)، حفظ القرآن في سن صغير بمدينة سيئون، وكان به شغوفا بقراءة شعر المتنبي و إمرؤ القيس، و هو كاتب إسلامي و روائي و مسرحي بارع و شاعر ماهر. تزوج في حضرموت زيجتين، وكان ينشر شعره في المجلات و من أشهرها مجلة أبولو للدكتور أحمد زكي أبو شادي و ترجم عديدا من المسرحية و من أشهرها روميو و جوليت لشيكسبير و له العديد من الروايات و المسرحيات و الشعر. شارك في مؤتمرات أدبية و ثقافية، حصل العديد من الجوائز و الأوسمة منها : جائزة الدولة التشبيعية للآداب و الفنون عام 1962م، و وسام العلوم و الفنون تقديرا عن الرئيس جمال عبد الناصر، حصل على منحة التفرع لكتابة ملحة عمر بن الخطاب، و كان عضوا في لجنة الشعر و القصة، كما كان عضوا في نادي القصة الذي أنشأه يوسف السباعي، و سافر البلدان المختلفة مثل : فرنسا، رومانيا، طشقند آسيا و ما إلى ذالك. مفهوم الرواية التاريخية عرفت الرواية التاريخية بأنها عمل فني ينقل إلينا فهم الأديب للتاريخ و نظريته العميقة له إذ يركز كل همه إلى حدث معين للتاريخ. فيحاول تشكيله تشكيلا فنيا لمجالجة قضية من قضايا مجتمعه في ضوء تلك الحقبة من التاريخ إلى يستلهم منها مادة لروايته، فضلا عن ذالك يعرف جورج لوكاتش الرواية التاريخية بأنها “رواية تاريخية حقيقية”، أي رواية تشير الحاضر و يعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم السابق، مع كل ذالك نلاحظ أن الروائيين يتناولون في رواياتهم التاريخية لون التاريخ بالتأويل و التحليل حسب أهدافهم الفكرية، لأنهم يعرفون أنهم كانوا لا يكتبون تاريخا بل يكتبون أدبا فيه خيال أدبي خلاق بناء على مرجعية ثقافية و جمالية حسب تناسب عصرهم. يتفق النقاد على أن الرواية التاريخية بدأت على يد الكاتب الإنجليزي (ولتر سكوت) في بداية القرن التاسع عشر بحيث يعد رائدا للرواية التاريخية في الأدب العربي وهو الذي أثبت القوانين الخاصة لهذا النوع من الرواية وكانت محاولته الأولى لهذا الصدد روايته ويفرلي. ثم حظي الكاتب الفرنسي إسكندر ديماس بالرواية التاريخية حظوة مهمة حيث غرز العنصر القصصي على حساب الجانب التاريخي، وأما في الأدب العربي فكان لجرجي زيدان الفضل الأكبر في إدخال هذا الجنس إلى الأدب العربي على حد تعبير النقاد الكثيرين وعلى رأسهم سهيل إدريس2رغم ذالك لا نستطيع أن نهمل اهمالا تاما محاولات سليم الستاني حيث أنه ألف روايات تاريخية عديدة، ومن أهمها “الهيام في فتوح الشام” الإسكندرية، و “.نوبيا” مع كله أن جرجي زيدان يظل سابقا لغيره في هذا المجال حيث أكثر من الكتابة فيه. وإذا امعنا النظر في كتاب الرواية التاريخية بعد جرجي زيدان وجدنا أنهم عنوا عناية خاصة إلى الإتجاه التاريخي،ومن أشهرهم نجيب محفوظ، عادل كامل، وعبد الحميد جودة السحار، ومحمد سعيد الريان، ومحمد فريد أبو حديد، وعلى رأسهم على أحمد باكثير، فكتب عادل كامل بدافع العرق و النسب والتفت إلى تاريخ مصر القديمة، ونجد نجيب محفوظ كان مشبعا بالدعوة الفرعونية وإحياء أبحاد مصر القديمة. وتذبذب عبد الحميد جودة السحار بين تاريخ مصر القديمة و تاريخ الأندلس و تاريخ مصر الحديث، و أما محمد فريد أبو حديد فأثر في تلك الفترة تاريخ العرب قبل الإسلام موضوعا لروايته التاريخية، وعكسا على ذالك مجد على أحمد باكثير مركزا إهتمامه البليغ على التاريخ الإسلامي في أوطائه المتعددة بما إحتوى على صراعات سياسية وإجتماعية، معتمدا على التاريخ الإسلامي على امتداده الزماني من القرن الثاني الهجري إلى القرن العشرين، وامتداده المكاني من شبه الجزيرة العربية إلى إيران والعراق والشام ومصر، فإتجه في كتابات الروائية إلى التاريخ مغتر فامنه الحوادث والظروف المشابهة لما مرت به الأمة الإسلامية في العصر الحديث، ثم إنتزع من أحداث التاريخ الإسلامي حوادث تاريخية معينة، ليبعث من خلالها مفاهيم فكرية معينة، ويلبسها رؤية معاصرة، ويقدم لنا من التاريخ عملا فنيا رائعا، ويقودنا إلى غايات سامية ومثل عليا، وله مدرسة متميزة في هذا المجال، وأما رواياته التاريخية فهي : وا اسلاماه الثائر الاحمر سلامة القس سيرة شجاع ليلة النهر الفارس الجميل