وصف الكتاب:
يشتغل فريد رمضان على مادته الروائية بعناية الباحث الذي يجمع كل العناصر الضرورية لإقامة المعمار الروائي بما يضمه من أحداث ووقائع وتفاصيل أمكنة وشخوص تجمع بين الواقعي والمتخيل، وهو لا يتردد في تجليس وقائع حصلت في تاريخ المكان الذي يكتب عنه على سياقات أخرى مختلفة، وينسب أفعالاً وقعت فعلاً في تاريخ الحيز المكاني الذي تدور فيه أحداث رواياته، إلى شخوص هم من ابتكار المخيلة، أو هم حاصل تركيب بين الواقعي والمتخيل. د. حسن مدن هكذا يضع فريد رمضان لروايته نهايتها التي تبقي القارئ في ذهول وتساؤلات حول شخصية الراوي المتمثلة بملك الموت «عزرائيل»، لتغدو الرواية بذلك فضاء شاسعاً حلق فيه الكاتب متحرراً ومحرراً القارئ على السواء من مهمة متابعة التسلسل الروائي، طابعاً سردياته بطابع الفقرات ذات العناوين التي تطلق للفكر العنان للتجوال في معاني الحياة والموت وفلسفتهما. ضحى الخطيب مارديني نحن إذن أمام سرد ذي بنية متعددة تدمج صيغتين سرديتين متعارضتين: الصيغة التاريخية والصيغة الفنتازية. وبهذه الطريقة كان سرد «البرزخ» يقيم الحدود ويمحوها بين الخيال والتاريخ، بين الحلم والواقع، بين الذات والآخر، بين الموت والحياة والوجود والعدم تماماً كما يفعل البرزخ في نظرية ابن عربي عن «الخيال». د. نادر كاظم