وصف الكتاب:
إن البيئة العراقية التي تبدو عجماء وعقيم وممولة ، في هذه الأيام ! هي من أخصب مواطن الحضارة الإنسانية عطاءً إنسانياً ، مثله الشامخ ، إبراهيم الخليل عليه السلام ، المولود على مقربة من مثلث حمل لامعاً أسماء ( قبر النبي أيوب شرقاً ، والكفل جنوباً ) وجامعة بابل ، شمالاً ، ومدينة بابل العاصمة ، اللاحقة للوركاء شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً .. هي أم الحضارات .. فتاج وطن الأوليات الحضارية كما يقول ( صاموئيل نوح كريمر ) .. ولن تكون البيئة العراقية في آخر القافلة تحت ذرائع ( الأسطورة والخرافة والخيال ) .. مفظمة الإنسان بدت في ( سعة خياله ) وليس بجموده وبلادته !! وتخلفه .. . وهذا الكتاب هو عمل رائع يفتح الباب مشرعاً للمزيد من الأعمال التي تتعامل مع التراث العراقي ، وأصل الكتاب جاء بـ 176 صفحة ، غلافه مزين بلوح شهير لجلجامش ، وهو يحمل تحت إبطه الأيمن ( شبل أسد يستغيث ) وقلادة ( الأسرار ) وساعة دائرية في اليد اليمنى ورسالة . ويمسك باليد اليسرى ، أفعى من رأسها ، وهو يرتدي زيّاً ملكياً متناسقاً ، من حيث المقاييس ، والعلامات ، والرموز ، والشارات ، يصاحبها تركيز على قوة تقاطيع جسم جلجامش ، وهيأته ، ولحيته ، وملامحه الملكية ، مع خلفية ( الجدارية ) هي الأخرى مقطع مكتوب بالمسمارية ، الدقيقة ، المنتظمة والمرتبة ( لقصيدة – أو ملحمة ) جلجامش الشهيرة . لعل هذا يعطي فكرة واضحة عما انطوى عليه هذا الكتاب : أثر التراث العراقي القديم ، في قصص الإسرائيليات ( ملحمة جلجامش نموذجاً ) الذي يرمي مؤلفه من خلاله إقامة دعائم مشروع العودة إلى التأكيد على ما في البيئة العراقية من تراث حضاري، مستحضراً ذلك ، ومستفيداً في إقامة دعائم ذلك المشروع على قاعدتين ، الأولى : ما ورد من خطاب مقدس ، عن أمور التراث ووقائعه مما ليس من الإسلام في شيء ، وقائع . والثانية : مسألة الإسرائيليات ، واتصالها بالتراث العراقي القديم ! وبهذا خدم المؤلف ، في آن معاً ؛ الإسلام من جانب ، والتراث العراقي القديم وبيان فضله على الثقافات والديانات الأخرى ، من جانب آخر . يدخل المؤلف بعد توطئة الكتاب بحث ( الإسرائيليات ) ، المصطلح والمحتوى ، وسيرورة التبادل الثقافي ، بين الفكر الرافدي العريق ! بمصادره ونصوصه ، وكيف استفاد منه مفكرو بني إسرائيل وحاخاماتهم لاحقاً ، في إرساء دعائم ، هوامشهم وحواشيهم وتعليقاتهم على العهد القديم ومعه مزامير داود عليه السلام ، والعهد الجديد بأناجيله الرسمية وغير الرسمية ، والمدراش ، والمشناة ، وغيرها من الشروح ، والإضافات اللاحقة في الدولتين الأشورية والبابلية والكلدانية ، وصولاً بها على التراث الشعبي في الحقبة الهيلينسية ، في أمور لا علاقة لها بالمأثورات الدينية ، قبل علاقتها بالثقافات الشعبية المعروفة والمدونة ، والمحفوظة في ( المكتبة الرافدية ) طوال ثلاثة آلاف سنة ! كما وقف الباحث عند نص الملحمة المعروفة بترجمة طه باقر ( وليس بتأليفه فأصل النص لمؤلف مجهول ) لينتقل بعدها حديث الباحث محمد داود سلوم ، عن ( جلجامش ) الحقيقة والأسطورة ! متوقفاً عند قصة ذي القرنين ( الإسكندر ) وملابساتها ويأجوج ومأجوج ، الواردة في ( الكتاب المقدس ) ، على جانب قصص ( بلوقيا وشمعون ) . وفي الجانب المدني ، ذهب الباحث إلى : 1- ملابس بني إسرائيل ( الزي ) ولا سيما في فترة ( التيه ) 2- الياس ، وقصة رفعه إلى السماء 3- الخاتمة التي احتوت نهايات المشروع مدعّماً بكشاف مفيد . وأخيراً ، فإن البيئة العراقية التي تبدد عجماء وعقيم وممحلة ، في هذه الأيام ؛ هي من أخصب مواطن الحضارة الإنسانية عطاءً إنسانياً ، مثله الشامخ ، إبراهيم الخليل عليه السلام ( المولود على مقربة من مثلث ) حمل لاحقاً أسماء ( قبر النبي أيوب شرقاً ، والكفل جنوباً ) وجامعة بابل ، شمالاً ، ومدينة بابل العاصمة ، اللاحقة للوركاء ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً . والمتأمل والمتبحر في هذه الحضارة وحولها يهتدي إلى حقيقة مفادها أن هذه البيئة هي نتاج وطن الأوليات الحضارية كما يقول ( صاموئيل نوح كريمر ) .. وليست كما يدعي البعض أسطورة وخرافة وخيال .