وصف الكتاب:
يخطئ من يقول أن دولة المقال قد ولت، وأن الخبر هو سيد صحافة هذا العصر، فللمقال أهميته ومكانته الكبيرة، لا سيما في ظل السماوات المفتوحة وفي عصر الهيمنة والغزو الثقافي وتحت سماء نظام العولمة. وفي ظل هذا المناخ السائد، فنحن أحوج ما نكون إلى الشرح والتحليل والتفسير والتعليق وتوضيح إتجاهات الأخبار وما تحويها، وهو ما يقوم به المقال الصحفي بأنواعه المتعددة. فالمقال الصحفي يقوم بأهم وظيفة من وظائف الصحافة إلا وهي لتوجيه والإرشاد، فهو في الحقيقة يُمثّل الوجه الأول لمهمة الصحيفة، ورسالتها الأساسية للمجتمع، وهي مهمة الرأي التي توجه الرأي العام وتقوده في الإتجاه الصحيح. وبذلك يعد المقال من أهم الفنون الصحفية وأكثرها جدية وإحترافاً وفعالية ومقدرة على التأثير، وله صلة واضحة بجوهر الوسيلة الإعلامية المتمثل في التأثير على القارئ عن طريق إقناعه وتوجيهه، وبناءً على ذلك يحتاج إلى كاتب متمرس يمتلك صفات ومواهب قد تندر في أقرانه، فبقدر تميز كاتب المقال بقدر ما تكبر مكانة الصحيفة التي يكتب لها من حيث التوزيع والإرتباط بالقراء.