وصف الكتاب:
الكتاب يتموضع في إطار الرؤية الانفتاحية التي تؤمن أنَّ الشعر روح حرة لها أشكال لا تعرف شرطًا يحدد لها أُطرها، ولا قانونًا يحدد لها مساراتها. وواحدة من تلك الأشكال الحرة قصيدة النثر، بوصفها تركيبة شعرية تراهن على المثول شكلًا مميزًا، يفرض وجوده في عالم الشعرية الراهنة، متمتعًا بمكانة عند شعراء وشواعر العراق في العقدين المنصرمين من القرن الحادي والعشرين، تقول الباحثة: "القصيدة التي نريدها أميرة هي ولية العهد التي بإمكانها أن ترفع لواء الشعرية الراهنة بلا تردد، لتكون صاحبة اليد الطولى من دون توان، والمتسيدة بلا تعال والمسيطرة بلا غطرسة. هدفها الأساس تنثير الشعر أو تشعير النثر، تخفيفًا من حمى الوزنية ومراهنة على الايقاعية الصورية لا الصوتية. وبما يؤكد لمؤيدي هذه القصيدة ومعارضيها معًا، أن كتابتها ليست تمارضًا شعريًا؛ بل هو تعافٍ إبداعي. وهي وإن كانت بشارة لولادة مرحلة شعرية جديدة قادمة، فإنها قد تكون امتدادا وقد تكون انقطاعا؛ إلا إنها ليست عشبة الاسمنت التي ستنثرن الشعرية بهجانة، كما أنها ليست خرساء ولا خنثى، ولا هي رأس الافعى، إنما هي شكل شعري ثبتت شاعريته عند رواد هذه القصيدة ثم ثبتت حضوريته عند أجيال لاحقة لجيل الرواد.. وها هي تقبض على الرهان عند الجيل الراهن لتكون الصورة الغالبة على الشعرية العراقية اليوم". وقد انبنى الكتاب على فصول أربعة، فأمّا الفصل الأول الذي عنوانه ( قصيدة النثر: مباصرة في تعددية المباني وجماليات التشكيل) فكان نظريًا بمعالجات نقدية ونقد نقدية. وأمّا الفصلان الثاني والثالث فكانا تطبيقيين سلطا الأضواء على نتاجات شعراء قصيدة النثر الراهنة في العراق.. فعُني أحدهما بالبحث في (مباني التشكيل في قصيدة النثر الراهنة) واقفا عند سبعة أبنية تمشكلت فيها قصيدة النثر، بينما انشغل الآخر بالكشف عن( تموضعات التمثيل في قصيدة النثر الراهنة). وكان الفصل الرابع عبارة عن (وقفات مخصوصة في نقد قصيدة النثر الراهنة) وقد بلغت تلك الوقفات سبعًا، ثم تلت هذه الفصول الأربعة خاتمة هي بمثابة استشراف رؤيوي لمستقبل هذه القصيدة.