وصف الكتاب:
يؤرّخ كتابٌ صدر حديثاً لمحنة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، ووقوفه ضدّ المعتزلة في قولهم بخلق القرآن، والذين ارتقوا أعلى المناصب وأحكموا على ولاة الأمر وامتحنوا الناس بهذه البدعة، وضربوا وحبسوا وقتلوا، مستعرضاً أحداث حقبة عصيبة، انقسم فيها الناس بين التقية والصدوع بالحق، ورصد دفاع الإمام أحمد عن دين الله عز وجل؛ حيث قدّم نموذجاً باهراً في صلابة المؤمن والثبات على الحق وصدّ تحريف الغالين وانتحال المبطلين مستمسكاً بالقرآن والسنة. ويستعرض الكتاب بداية محنة إمام أهل السنة بعهد الخليفة المأمون، وتعرُّضه للترغيب والترهيب والتعذيب في عهد المعتصم، وتحديد إقامة الإمام أحمد في عهد الواثق، وانتصار أهل السنة واندحار أهل البدعة في نهاية الأمر. وضمن سلسلة تحقيق التراث، التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية؛ أصدر المركز "كتاب المحنة.. ذكر محنة أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه"، الذي قام بجمعه ابن عمه أبو علي الشيباني حنبل بن إسحاق بن حنبل المتوفى سنة 273هـ، بتحقيق أبي جنة الحنبلي. وصدرت الطبعة الأولى من الكتاب مؤخراً، وتقع في 398 صفحة من القطع المتوسط، عن رواية مباشرة لابن عم الإمام أحمد بن حنبل، واعتمد محقّقه على نسخة تامة، ونسختها الخطية نفيسة متّصلة الإسناد بالسماع إلى المؤلف، فضلاً عن قراءتها على عدد من العلماء، ووجود بعض التملُّكات الدالة على ما حظيت به من ضروب العناية العلمية، لا سيما مع وجود حاشية نفيسة لابن المحبّ الصامت الحنبلي. وينقسم الكتاب إلى خمسة أقسام: القسم الأول ترجمة المؤلف، ويشتمل على فصلين؛ الفصل الأول حياته الشخصية واسمه وكنيته ومولده وأسرته ووفاته، والفصل الثاني حياته العلمية ويذكر شيوخه وتلاميذه ومؤلفاته والثناء عليه. والقسم الثاني دراسة رواية حنبل رحمه الله للمحنة، ويتطرّق إلى مصدر تلقّي أخبار المحنة، وتحقيق اسم الكتاب وإثبات نسبته إلى مؤلفه، وأهمية رواية حنبل للمحنة ومصادرها، والكلام على طرق إسناد الكتاب وحال الطبعة السابقة، ووصف النسختين الخطيتين المعتمدتين في التحقيق، والعمل في التحقيق. أما القسم الثالث فهو قسم التحقيق، وفيه ذكر حمل الإمام أحمد بن حنبل إلى المأمون، وذكر حمل أبي عبدالله من الحبس إلى المعتصم، وذكر محنة عفان وبشر بن الوليد والقواريري وغيرهم، وأخبار الإمام أحمد في أيام هارون والواثق، وأخبار أبي عبدالله مع المتوكل، وذكر وفاة إمام أهل السنة. إضافة إلى قسم الملاحق؛ ويضم علماء المحنة وموقف الإمام أحمد منهم. فيما يشتمل القسم الخامس على المصادر والمراجع والكشافات والفهارس.