وصف الكتاب:
يعد التسويق بحق أكثر الأنشطة التي تمارسها المنظمة ارتباطاً بالبيئة المحيطة بها بعامة، والسوق المتمثلة بالمستهلك بخاصة. وهذا ما انعكس بشكل كبير على سرعة التطور والاستجابة إلى تلك التغيرات الحاصلة في البيئة ولجعل المنظمة أكثر تكيفاً معها. فكان التسويق هو الأداة الفعالة في ذلك التواصل والاستمرار وبنجاح مع كل المفردات الحاصلة في السوق. ومن هنا كان لا بد من إيجاد نظام كفوء وفعال في تحديد ذلك التواصل مع الأطراف المختلفة التي تتعامل معها المنظمة. فكانت الاتصالات التسويقية التي عدت بحق الآن هي الأكثر شمولية واستجابة للتغيرات الحاصلة في السوق والمنظمة. والتي تمتد آثارها وانعكاساتها على ما هو داخل المنظمة وخارجها، وهذا ما أشر حالة التكامل فيها وإعطاءها البعد الاستراتيجي في التخطيط والتنفيذ. إذن أصبحت الاتصالات التسويقية هي التعبير الأكثر حداثة ومعاصرة في تأشير حجم تفاعل المنظمة مع البيئة ولتعبر بوضوح أكبر عن جوهر النشاط الترويجي الذي يمثل المزيج التسويقي للمنظمة في اتصالها الخارجي مع الجمهور لإخباره وإقناعه والتأثير في سلوكه الشرائي والتفاعلي مع ما تطرحه المنظمة من سلع وخدمات وأفكار. ومن هنا أمكننا القول وعبر التتبع التاريخي لتطور الفكر التسويقي بأن الإعلان كان هو الجانب الأكثر وضوحاً وتأثيراً في النشاط الاتصالي مع الجمهور المستهدف. ليصبح في مرحلة قادمة الترويج هو النشاط الأكثر شمولية واستيعاباً للتغيرات الجديدة والمضافة للإعلان في أنشطة المنظمة مع السوق. وبخاصة بعد أن أطلق Mc Carthy في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ما اصطلح عليه بالمزيج التسويقي أو ما يسمى أيضاً (4P’s) وليصبح الترويج أحد أركانه الرئيسة، ولتأتي مرحلة أخرى متقدمة في الفكر التسويقي لتطرح مفهوم الاتصالات التسويقية المتكاملة وتعطي بذلك بعداً استراتيجياً لأهمية الترويج في نشاط المنظمة وسواءً كان ذلك خارج أو داخل المنظمة . ومن هنا فقد تم تصميم الكتاب وبما يتفق مع هذا التوجه المعاصر ومن خلال إعطاء نظرة شمولية للموضوع ووصولاً إلى النشاط الترويجي وعناصره الرئيسة التي تمثله وبما يتفق مع أهداف واستراتيجيات المنظمة.