وصف الكتاب:
تمثل الحكايات الشعبية، بشكل عام، خلاصة حكمة الشعوب، وكلما كانت شعوبا قديمة، كانت حكاياتها أكثر عمقا وغزارة. إنها تلخيص لتجارب أفراد تحتم عليهم أن يعيشوا في ظروف مختلفة، أغلبهم من الريفيين، أو الفلاحين الفقراء، أو من الحرفيين الذين يعانون شظف العيش، لكن الحكايات الشعبية كذلك تمس الملوك، وتقترب من القصر، لتروي لنا طموحات الفقراء وأحلامهم. في الحكايات الأندلسية أشياء شبيهة بذلك، يضاف إليها حكايات اللصوص والصعاليك، حكايات الحمقى والطائشين، حكايات الحظوظ السعيدة والتعيسة. تدور معظم الحكايات الأندلسية، مثل الكثير من الحكايات العربية، في القرية، التي هي المكان الأثير لخلق المواقف الكوميدية، لخلق السخرية، وأحيانا السخرية السوداء. أما أبطالها، فهم هؤلاء الذين لم يحظوا يوما بالبطولة في الحياة، فعوَّضتهم الحكاية الشعبية ببطولة يستحقونها. والأحداث تدور حول كسب العيش والنجاة من الموت جوعا، بكل الحيل الممكنة، وتقترب من القصر، لتحكي قصة ابنة الملك، وتتوسل الفكاهة كمكسب أصيل في الحكي. بطريقة ما أسست الحكايات الشعبية، وخاصة حكايات الصعاليك في القرون الوسطى، لفن ازدهر منذ رواية "دون كيخوتيه" لثيربانتس، ولا يزال في ازدهار: إنه فن الرواية. والحكايات الأندلسية لم تفِد فحسب هذا الفن، بل طعَّمته أيضا بعنصر التسلية والفكاهة. في إعادة نشر هذه الحكايات عودة مجددة إلى الطبيعة، إلى الحياة الأولى، إلى البراءة والمكر البريء. وفي ترجمتها إلى العربية نافذة لمشاهدة حكايات الثقافات الأخرى، وجسر للمقارنة. يشار إلى أن غلاف الكتاب للفنان كريم آدم.