وصف الكتاب:
هو ليس كتاباً لنقد الرواية، بل العكس كما يسجّل العنوان بأمانة : قراءة مادحة لبعض الروايات والروائيين ممن أحببت. ليسوا هم كل من أحببت بالطبع وإلاّ لاحتاج الأمر كتباً كثيرة. وإذ لا تزعم هذه الفصول كونها نقداً، فقد يجد القارئ مع ذلك أنها تطرح في كل فصل من فصولها مسألة أو مسائل تتعلّق بفن الرواية نابعة من صميم العمل المقروء، لا من نظريات وأفكار مسبقة تزعم ما ينبغي أن يكون عليه الفن الروائي. إنّ الرواية الآن تعيشُ ـ إبداعاً ـ أزهى عصورها. ولا يكاد حتّى القارئ النهم أن يجد الوقت الكافي لمتابعة كل الإنتاج الجديد. لكن دون أن يكون لذلك أي صدى حقيقي في المجتمع المعني. ولولا قلّة من القرّاء لا أعرف بأي معجزة ما زالت باقية في هذه الظروف، وما زالت قادرة على فرز الأعمال الجيّدة وإبقائها حيّة في ذاكرتنا الثقافية؛ لولا هذه القلّة المكافحة للظروف الطاردة، لاندثر فنّ الرواية مثلما لقيَ فن المسرح عندنا مصرعه من قبل. إلى هذه القلّة الوفيّة إذن التي أعلّق عليها آمالاً تتجاوز إنقاذ الرواية، فإنّي أُهدي هذا الكتاب.