وصف الكتاب:
من الواضح أن المؤلف متأثر إلى حد كبير بالتصور الماركسى للفن, فهو يستند فى تصوره للفن على التاريخ أو الوقائع التاريخية, وهو يفهم تاريخ الفن من خلال رؤية اجتماعية تربط الفن بالمجتمع الذى يشتمل فيما يشتمل على القوى الإقتصادية والسياسية وعلى هذا يمكن القول أن الرؤية التى توجه فكر هاوزر بوجه عام هى الرؤية الإجتماعية لتاريخ الفن. ولقد قدم لنا هاوزر تلك الرؤية فى كتابه السابق عن "الفن والمجتمع عبر التاريخ" من خلال منهج وصفى تجريبى أى من خلال دراسة وصفية لوقائع الفن المتواترة عبر التاريخ الإنسانى التى تدعم تلك الرؤية التى يبدو فيها الفن مرتبطا بسياقه الإجتماعى. فى الكتاب الذى بين أيدينا يحاول هاوزر البرهنة نظريًّا على المبادئ العامة التى توجه الرؤية الاجتماعية للفن، والبرهنة على أهمية تلك الرؤية المنهجية وضرورتها. وهذا التأسيس النظرى كان أولى أن يرد كمقدمة ـ ولو مختصرة ـ لكتابه السابق الذى يتناول بإسهاب الرؤية الاجتماعية للفن من خلال منظور عملى وقائعى تجريبى، ومن ثم يقوم هذا الكتاب الجديد الذى بين أيدينا مقام تلك المقدمة كما يقول المؤلف نفسه.