وصف الكتاب:
يتناول هوراتيوس فى هذا العمل الكثير من قضايا النقد الأدبى مثل المغالاة فى حرية الإبداع التى تتجاوز أصول الفن ، العناية بالجمال الجزئى على حساب الجمال الكلى ، العلاقه بين بحور الشعر والانواع الأدبية ، قواعد الدراما وتاريخها ومراحل تطورها ، أنواع الدراما وسمات كل نوع ، موسيقى الدراما ، وإنجازات الراما الرومانية وأوجه قصورها ، والإلهام والصنعه ، ووظيفة الشعر ، ودوره فى خلق مجتمع متحضر ، ضرورة أن يهدف إلى الإفاده والتعليم إلى جانب تحقيق المتعه ، كما يشير إلى العلاقة بين بين الشعر والفنون الأخرى كالتصوير والنحت ، وأهمية وجود الناقد التريه للشعراء. هذا كما يتناول هذا العمل الكثير من عناصر السيرة الذاتية للشاعر التى تتناول مراحل عمره المختلفه. يعدّ تيتوس لوكريتيوس كاروس (Titus Lucretius Carus) واحداً من كبار الشعراء والفلاسفة الرومان. ويصنّفه بعض الدارسين ضمن الفلاسفة الأبيقوريّين. ولد نحو 99 ق.م. وتبدو المصادر التاريخيّة شحيحة في الإخبار عن تفاصيل حياته وطبيعة شخصيّته، ويبدو أنّه التقى الفيلسوف والشاعر فيلوديموس (Philodemos) وتعلّم على يديه. وتعود شهرة لوكريتيوس إلى قصيدته المطوّلة الموزّعة على ستّة أجزاء بعنوان "في طبيعة الأشياء"؛ فقد عُدّت من روائع الأدب اللاتيني. ويبدو موضوعها متأثّرا بفلسفة ديمقريطس وأبيقور، وهو يدعو فيها إلى تحرّر الإنسان من خوفه من الآلهة والموت والعقاب، فكلّ شيء آيل إلى الزوال وفق قوانين أبديّة تتحكّم في الكون، ومن ثمّ ينفي لوكريتيوس إمكانيّة وجود تأثير قوى ما بعد الطبيعة، مثلما ينكر وجود حياة بعد الموت، وهو يقرّ أنّ النفس مجرّد رابطة مؤقّتة للأجسام ومصيرها الفناء والتلاشي حتما، مثلها في ذلك مثل الجسد الذي يتحلّل بمفعول الموت إلى ذرّات، وإدراك حتميّة الفناء يلغي الإيمان بوجود حياة بعد الموت وعقاب أو جزاء... وهذا من شأنه أن يكشف الطريق إلى السعادة؛ فهو عامل رئيس في إزالة مخاوف الإنسان من هذا الجانب. ويقترب لوكريتيوس ههنا من أبيقور في القول بأنّ اللذّة هي غاية الوجود. إلاّ أنّ اهتمامه بالبعد الفردي لم يلغ وعيه بقيمة الاجتماع في الحياة الإنسانيّة لذا نجده يؤكّد أنّ السعادة في هذه الحياة لا يمكن أن تتحقّق إلاّ بالتزام الإنسان بسيادة القوانين وخضوعه لها. ويُذكر أنّ شيشرون هو من حرص على نشر قصيدة لوكريتيوس هذه بعد موته، ليمتدّ تأثيرها إلى بعض فلاسفة عصر النهضة الأوروبيّة. لم يعمّر لوكريتيوس كثيراً، إذ توفّي سنة 55 ق.م. وتذكر المصادر التاريخيّة أنّه انتحر.