وصف الكتاب:
جوهر الممارسة الحديثة، ومركز السياسة الحديثة، وأصل الفكر الحديث، ومنبع الحياة الحديثة، هو السعى إلى استئصال الإبهام بوضع تعريفات دقيقة وتصنيفات محددة وحدود فاصلة بين النظام والفوضى. الوجود يتصف بانه حديث ما دام ينقسم إلى نظام وفوضى. والصراع من أجل النظام هو حرب الوضوح ضد الإبهام، حرب الشفافية ضد الضبابية. فالنظام يخوض باستمرار حرب البقاء. "وآخر النظام" ليس نظاما أخر، بل إن الفوضى هى بديله الوحيد. "آخر النظام" هو وبال ما لايمكن تحديده وما لا يمكن التنبؤ به. وبديل النظام هو الشذوذ، والغموض، واللايقين، والإبهام. لقد وعدت الحداثة بالقضاء على الإبهام، وتأسيس الوضوح التام، والوصول إلى لحظة فردوسية ينتهى عندها الإبهام. فكيف حاولت الحداثة ان تفى بوعدها؟ زكيف يمكن فهم البناء الاجتماعى والذاتى للإبهام على ضوء التاريخ الحديث للجماعات اليهودية وأبرز أعلامها؟ وهل نجحت الحداثة فى القضاء على الإبهام؟ وكيف كان انتقام الإبهام عند الانتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة؟ ومن أجواء الكتاب نقرأ: "لقد وعدت الحداثة بالقضاء على الإبهام وتأسيس الوضوح التام والوصول إلى لحظة فردوسية ينتهى عندها الإبهام، فكيف حاولت الحداثة أن تفي بوعدها؟!" زيجمونت باومان، عالم اجتماع بولندي، استقر في إنجلترا بعد ما تم طرده من بولندا، ونشر ما يقارب السبعة والخمسين كتاب ولديه أكثر من مائة مقال، وأغلب كتاباته كانت تحوي على مواضيع متشابهة مثل: العولمة، الحداثة وما بعد الحداثة.