وصف الكتاب:
الزنا محرم شرعا، لأن فيه ضياع الأنساب، واختلاطها، وتمليك الأموال لغير مستحقيها عند التوارث، وهو سبب مباشر لإنتشار الأمراض التي تفتك بالأبدان وتنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء وأبناء الأبناء، وهو علاقة مؤثمة ينأى عنها كل إنسان شريف. والزواج والزنا مظهران لفعل واحد هو فعل الوطء بين الرجل والمرأة، غير أن الأول علم مشروع نظمته الشرائع وأحكمته القوانين والآخر غير مشروع جرمته الشرائع والقوانين ووضعت له العقوبات. والزنا لم يعرف إلا حين عرف الزواج، فبالزواج استأثر الرجل بالمرأة وأصبح يتأذى من أي اعتداء على حقه هذا، ويثور إذا ما أعتدى أحد غيره على هذا الحق وقد يصل به الأمر إلى القتل غسلاً للعار الذي لحقه وأهله. وللزنا في القوانين الوضعية معنى اصطلاحي خاص، فهو لا يشمل كل وطء بين الرجل والمرأة بغير زواج وفق المصطلح الشرعي إنما هو مقصور على حالة زنا الشخص المتزوج حال قيام الزوجية فعلاً أو حكماً. فالزنا في القوانين الوضعية معناه ”خيانة العلاقة الزوجية”. بعد هذه المقدمة، نعرض لجرائم الزنا في الشرائع السماوية والقوانين الوضعية في ثلاث أقسام: القسم الأول: نتناول فيه جرائم الزنا في الشرائع السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية. القسم الثاني: نتناول فيه جرائم الزنا في القوانين الوضعية. القانون الروماني. القانون الفرنسي القديم، والحديث. القانون الروسي. القانون الإنجليزي. القانون الإتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة معلقاً عليه بقضاء المحكمة الإتحادية العليا وقضاء محكمة النقض المصرية. القسم الثالث: جرائم هتك العرض معلقاً عليها بقضاء المحكمة الإتحادية العليا بدولة الإمارات.