وصف الكتاب:
(الانشـراح في نظم كتاب الاقتراح) هي نظم يقع في أكثر من ألف وخمسمائة بيت لمضامين كتاب الاقتراح في علم أصول النحو للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله، نظمها الدكتور محمد بن حجر، وقد كان للنظم العلمي مكانة خاصة عند الطلبة وشيوخهم اللغويين الذين يعنون كثيرا بتقديم علومهم نظما، فيلجأون إلى المنظومات النحوية يشـرحونها ويستخلصون الدروس منها، ويحثون الطلبة على حفظها، لما وجدوه فيها من يسر في استذكارها واسترجاعها عند الحاجة، لا سيما بعد شرحها وفهمها، وهذا ما يفسـر- الانتشار الواسع بين الشيوخ وتلاميذهم لألفية ابن مالك، ونظم الأجرومية، والمنظومة الشبراوية، ومنظومة الحريري، وغيرها، حتى غطت المنظومات أكثر العلوم، لأنها تقرب المادة العلمية إلى نفوس التلاميذ، وتيسـر عليهم حفظها واستحضارهـا،ـ لإيجـازها لأساسيات العلوم، وقد دأب معلمو النحو على تدريسه عن طريق النظم يشرحونه لتلامذتهم ويدعونهم إلى حفظه، واستمر ذلك لقرون طويلة، أنجبت خيرة العلماء اللغويين. وفي حدود علمي فإن أحدا لم يسبقه إلى النظم في علم أصول النحو ، وهذا ما يضفي على هذه المنظومة أهمية خاصة، ثم لأن هذا العلم هو الغاية القصوى التي ينتهي إليها طالب علم النحو ليحيط به، ويدرك خفاياه، لأنه يعنى بمعرفة الأدلة والكليات التي تتفرع عنها وتستخرج منها جزئياته، وليس للنحوي أن يستغني عنه، لأنه لا يستطيع الاستدلال على صحة الأحكام النحوية أو ضعفها أو بطلانها إلا به، كما لا يمكنه أن يكون طرفا يناظر ويجادل في المسائل النحوية ويُنَظِّرُ لها إلا بالاستعانة بهذا العلم، الذي يعنى بنظريةٍ للمعرفة خاصةٍ به. وإن عرض الدكتور محمد بن حجر لكليات هذا العلم وأدلته ومسائله في منظومة شاملة للمضامين الأساسية لكتاب الاقتراح في أصول النحو للسيوطي -وقد أخرجها إلى الوجود بهذا الوجه المتميز بدقة العبارة وصفائها وإيجازها- لهو في غاية الأهمية والنفع لطالبي علم أصول النحو.