وصف الكتاب:
تقوم فكرة هذا الكتاب على مسلّمة بسيطة، وهي أن لا فرار من المعرفة سواء منها البسيطة أو العلمية، وبالتالي لا فرار من البحث وخصوصاً منه العلمي؛ إذ إن المعرفة تتطور وتتطور معها الأدوات والوسائل التي بوساطتها يمكن الحصول على ما نحتاج إليه من المعلومات. واللافت في هذا المضمار أن التطور الذي أحدثته العلوم الطبيعية، وبالخصوص فيزياء الكم، وما وصلنا إليه من أدوات رقمية حاكمة، لم يرافقه تطور نوعي يلحظ في البحوث العلمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مما يطرح السؤال حول ما إذا كانت هذه العلوم تعاني مأزق السلفية الفكرية، أو أنها قادرة على تخطّي هذا المأزق. إذا كان الواقع المعيش قد ذخُر بالكثير من التطورات، فإن ذلك يحتّم النظر بالعمق إلى منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وما إذا كان لا بد من إحداث خرق ما أو تطور ما في هذا الأمر.