وصف الكتاب:
ويتضمن الكتاب صورا من حياة الكويت والكويتيين في عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح (1838 -1896) حيث تعتبر فترة حكمه من أقصر الفترات التي تولاها حكام الكويت خلال القرن التاسع عشر مقارنة بسلفه شقيقه الأكبر الشيخ عبدالله الحاكم الخامس وجده الشيخ جابر الحاكم الثالث للكويت. ويعرض الكتاب لأهم إنجازات الشيخ محمد خلال فترة حكمه وللحملات والمواجهات العسكرية التي شاركت فيها الكويت خلال نفس الفترة ولاستضافة الكويت للامام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود وأسرته، ودلالات ذلك من الناحية السياسية، حيث أيد الشيخ محمد جهود آل سعود واعتبرهم القوة الأكثر قدرة على تحقيق الاستقرار في نجد. ومن ذلك أيضا الحملة العسكرية التي قادها حافظ باشا والي البصرة ضد الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر الذي اتهمته الدولة العثمانية بقيام القوات التابعة له بالهجوم على جنودها المرابطين في حامية الإحساء وبعدم التزامه بسياسات الدولة العثمانية وتوجهاتها. وعندما مرت هذه الحملة بالكويت طلب قائدها من الشيخ محمد دعم الحملة فقام الشيخ بتجهيز قوة محاربة من القبائل وكلف شقيقه الشيخ مبارك قيادتها لكن القوة الكويتية تباطأت تجنبا للتصادم مع أشقائها في قطر. وفي هذا السياق، تشير الكاتبة إلى أنه قبل وصول القوات الكويتية لقطر دارت معركة عنيفة بين العثمانيين وقوات الشيخ قاسم آل ثاني سميت بمعركة الوجبة وانتهت بانتصار القوات القطرية فعادت القوات الكويتية دون قتال وهو ما دل على أن الشيخ محمد لم يرغب قط في قتال الشيخ قاسم، وأنه استجاب للطلب العثماني بدعم الحملة ضد شيخ قطر شكليا فقط وأنه لم يقصد المشاركة الفعلية. ويورد الكتاب عددا من الإنجازات التي يذكر فيها الشيخ محمد بن صباح الصباح، مثل اهتمامه بالكويت من الناحية العمرانية سواء بالقرب من المدينة أو بعيدا عنها كالجهراء التي بنى فيها الشيخ محمد في 1895 بيتا له سمي (القصر الأحمر) لأنه بني من الطين المائل إلى الحمرة.صفحات الكتاب الاخير توضح العلاقة الوثيقة التي جمعت بين أهل الكويت حكاما ومحكومين، وأن حكم الكويت اتسم بروح التشاور والتسامح، وهو ما أعطى لتاريخها نكهة خاصة تميزت بها عن الآخرين، مضيفة: «إنني أدعو الله أن يمكنني من استكمال الكتابة عن حكام الكويت الذين ثبتوا أركان الحكم والمجتمع وأرسوا المبادئ التي تهتدي بها الكويت حتى يومنا هذا».