المسؤلية الاجتماعية والاخلاقية

• سنة النشر: 01 Jan 1970.
• عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
• تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

أصبحت أعمال المنظمات، أياً كانت طبيعتها؛ مطالبة بالاستناد إلى منظومة واضحة ومعيارية من الأخلاق العامة والخاصة من جانب، وبحيث تترجم إلى منظومة من الاستراتيجيات والمعايير والبرامج والضوابط الإدارية المسؤولة من جانب آخر، وبالتالي لم يعد مقبولاً من المنظمات أن تمارس أعمالها بمنأى عن المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية تجاه المجتمع الذي يشكل حاضنة المنظمة وأعمالها، ما يعني أنْ ليس ثمة حياة لأي منظمة بدون حاضنة صحية؛ سليمة؛ معافاة؛ كي تستمر حياة المنظمة نفسها. ومن المؤكد أن ثمة صلة حقيقية وأصيلة بين المنظومة الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية في أيٍ من أعمال المنظمات كما الأفراد والحكومات أيضاً، وانطلاقاً من الوعي المتزايد بالصلات القوية بين هذه الموضوعات وأهميتها في رفع كفاءة أعمال المنظمات على أنواعها، فقد أضحت مثل هذه المحاور مهمة في مختلف أعمال المنظمات على أنواعها وعلى تنوع حجومها وإمكانياتها، سواء كانت كبيرة أم صغيرة أم متوسطة، وسواء كانت منظمات مدنية أم شركات في القطاع الخاص أم مؤسسات ودوائر حكومية. وقد بدأ مفهوم المسؤولية الاجتماعية يتبلور في ثلاثة خطوط متوازية في الغرب على الأقل، الخط الأول المتمثل في الصحافة ثم في وسائل الإعلام عموماً، والخط الثاني المتمثل في منظمات المجتمع المدني، أما الخط الموازي الثالث والأخير فيتمثل في شركات القطاع الخاص. وقد أنشأ هذا الواقع تداخلات مختلفة تتقارب في الكثير من العناصر وتفترق في عناصر أخرى تبعاً لعوامل متعددة أهمها نوع المنظمة أو المؤسسة، أو تبعاً لإمكاناتها المالية والبشرية؛ خصوصاً نسبة أرباحها ونسبة تأثيراتها على المجتمع الذي تعمل فيه. لكن تلك الخطوط المتوازية جميعاً تلتقي على الهدف (من حيث الظاهر على الأقل)؛ ألا وهو هدف الإسهام في جهود التنمية المستدامة أو التنمية الشاملة وعلى رأسها تنمية العنصر البشري في المجتمعات. وفي مجتمعاتنا العربية ما تزال البحوث في موضوعات المسؤولية الاجتماعية في مرحلة الطفولة المبكرة باستثناء البحوث في مجال المصارف خصوصًا والشركات عمومًا. لكنها ما تزال تحبو في المجالات الأخرى. إن كل من يعملون في العمل العام، سواء أكان ذلك في القطاع الحكومي أم في القطاع الخاص أم في المنظمات الأهلية أم في الإعلام والعلاقات العامة، مطالبون في هذا العصر بأن يكونوا على بينة بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، وعلى بينة بالسياسات والأنشطة والبرامج التي تحقق أهداف المسؤولية الاجتماعية، فلم يعد أمر تحقيق هذا الهدف يعتمد على "ردات الفعل" أو "الهبات الحماسية" أو "الحملات ذات الصبغة الدعائية" أو "الإسهامات المتواضعة" في ما يسمى بحركة التنمية وآليتها المتمثلة في برامج المسؤولية الاجتماعية. وهذا الكتاب يحاول أن يوفر للقارئ الثقافة الأولية في مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وذلك من خلال عرض لمفهوم المسؤولية الاجتماعية وظروف نشأتها، وهذا ما جاء في الفصل الأول من الكتاب. وجاء في الفصل الثاني عرضٌ لأهم المصطلحات والمفاهيم ذات الصلة بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، تلك المصطلحات التي كثيراً ما تعطي المدلول نفسه لكنها تختلف في الاستخدام من مجال لآخر أو من قطاع لآخر. أما الفصل الثالث فقد حاول استعراض الأسـس الأخلاقية للمسؤولية الاجتماعية، حيث تم فيه تحديد مفهوم الأخلاق بشكلٍ عام، وشرح النظريات الأخلاقية المختلفة، وتوضيح مفهوم أخلاقيات الأعمال، وتتبع الاهتمام التاريخي لأخلاقيات الأعمال، مع توضيح لمكوّناتها المختلفة، وبيان العلاقة بينها وبين المسؤولية الاجتماعية. وتناول الفصل الرابع مفهوم المسؤولية الاجتماعية في وسائل الإعلام، وفيه تم توضيح كيفية نشأة وسائل الإعلام، وشرح العلاقة بينها وبين المجتمع، وتوضيح المسؤولية الاجتماعية للإعلام في كل من المفهوم الإسلامي والمفهوم الغربي، وشرح المبادئ الأساسية لنظرية المسؤولية الاجتماعية في الإعلام، إضافة لتحديد العوامل والظروف التي هيأت لنشوء المسؤولية الاجتماعية في الإعلام، وبيان الإيجابيات التي قدمتها نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة والإعلام، وتوضيح مسؤولية وسائل الإعلام نحو المجتمع، وبيان الوظائف الاجتماعية لوسائل الإعلام. واستعرض الفصل الخامس مفهوم المسؤولية الاجتماعية في العلاقات العامة، حيث تتجسد العلاقة الأبرز في بين العلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية في الوظيفة الاتصالية للعلاقات العامة، سواء الاتصال مع الجمهور الداخلي، أو الخارجي، ومن هذا المنطلق، يقع على عاتق العلاقات العامة الإسهام الكبير في رسم سياسات المسؤولية الاجتماعية وفي تنفيذها وتقييمها، وقد تناول هذا الفصل تعريف العلاقات العامة، وتحديد أهدافها، وبيان دور المسؤولية الاجتماعية في العلاقات العامة، إضافة إلى شرح وظائف العلاقات العامة في مجال المسؤولية الاجتماعية، وبيان أثر التطورات الجديدة على العلاقات العامة، وتوضيح نظرية النظم وعلاقتها بالعلاقات العامة. أما الفصل السادس، فتناول بعض جوانب المسؤولية الاجتماعية في القطاع الحكومي مع بعض النماذج المفيدة في هذا الجانب، إذ تندرج الوظيفة الأساسية للحكومات في صلب المسؤولية الاجتماعية، من خلال الحفاظ على المجتمع أفراداً وجماعات، برعاية مصالحهم وحاجاتهم وحمايتها من الأخطار التي قد تهددها، فعندما تقصر الحكومة في بعض جوانب الخدمات والمصالح والحاجات للمواطنين يعني إعادة النظر في علاقة العقد الاجتماعي الضمني بينها وبين الناس، وبالتالي تناول هذا الفصل توضيح فلسفة النظام السياسي والمسؤولية الاجتماعية، وشرح فلسفة الدولة والحكومة والسلطة، وبيان أنشطة المشاركة الاجتماعية للوزارات والدوائر الحكومية تجاه المجتمع والبيئة، وتحديد أنشطة المسؤولية الاجتماعية للوزارات والدوائر الحكومية، وشرح نماذج من المسؤولية الاجتماعية لوزارات الحكومة ومؤسساتها. ويأتي الفصل السابع ليتناول المسؤولية الاجتماعية في الشركات والمنشآت التجارية، وفيه تم تحديد مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، وبيان حقوق الإنسان ومسؤولية الشركات الاجتماعية، وتتبع تطور مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتحديد المسؤولية الاجتماعية في الشركات متعددة الجنسيات، إضافة توضيح معايير قياس الأداء في المسؤولية الاجتماعية. ثم جاء الفصل الثامن ليستعرض المسؤولية الاجتماعية في البنوك، يهدف بيان دور المسؤولية الاجتماعية في المصارف الإسلامية، وتوضيح المقصود بالمحاسبة عن المسؤولية الاجتماعية في البنوك، وتحديد أبعاد المسؤولية الاجتماعية في البنوك الإسلامية، وتوضيح آراء وتوجهات حديثة حول المسؤولية الاجتماعية للبنوك، وشرح نماذج من برامج المسؤولية الاجتماعية في البنوك الإسلامية. وجاء الفصل التاسع والأخير ليتناول المسؤولية الاجتماعية لمنظمات المجتمع المدني، حيث تم تحديد مرتكزات المسؤولية الاجتماعية لمنظمات المجتمع المدني، وتوضيح مفهوم الاجتماع البشري والمجتمع، وتحديد أبعاد المجتمع المحلي ومقوماته، وبيان الأنظمة والأنساق الاجتماعية، وبيان علاقة منظمات المجتمع المدني بالدولة، وتوضيح دورها في التنمية، وفهم حقيقة ازدياد التوجه نحو عمل منظمات المجتمع المدني، وتوضيح دور المنتدى العالمي الاجتماعي، وبيان أساليب منظمات المجتمع المدني في مشاركة المسؤولية الاجتماعية. وفي سبيل تثبيت بعض المفاهيم والرؤى المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، فقد أورد الكتاب بعض الحالات الدراسية كنماذج للمسؤولية الاجتماعية التي تضطلع بها بعض المنظمات، وتحقيقاًَ للفائدة التي يرجوها بعض الباحثين، فقد انهى المؤلفان بمجموعة ملخصات لبعض الدراسات التي قدمها باحثون في مجال المسؤولية الاجتماعية، أنُجِز بعضها للحصول على درجات علمية عليا في الماجستير والدكتوراه، أو نشرت في مجلات علمية محكمة، أو قدمت في مؤتمرات علمية متخصصة.