وصف الكتاب:
يبحث الكتاب في الحاجة إلى التطور في الدراسات اللسانية ومجاراة القفزات الهائلة التي أصابت اللغات الأخرى على مستوى النظر المنهجي ،فقد شهدت اللغات الحية تطورا واضحا على مستوى التحليل اللغوي ، والنظر النقدي ، أعقب النظرية البنيوية ، تمثل في النظر إلى اللغات بملاحظة المخاطبين ، والنظر إليهم بوصفهم عنصرا مهما في الحدث اللغوي ، ووفقا له تتحدد تراكيب القول ومعانيه ،فتطورت مناهج النظر اللغوي ، وأضحت قائمة على وجهة نظر تتعدى فيها اللغات حدود التراكيب ومعانيها ، والعلاقات بين الجمل ، وكان حصيلة هذه التوجهات ظهور النظرية التداولية ، بعد أن خرجت عناصرها من مرجعيات مختلفة أهمها من رحم مدرسة الفلسفة التحليلية ، بعد التطور الذي أصاب أفكار الفلاسفة ، بحيث تخلوا عن نظرتهم إلى اللغات المثالية ، وقبولهم باللغات العادية . وفي الخاتمة يعرض الكتاب لمنهج جديد في التحليل التداولي قائم على عناصر لسانية وغير لسانية ورؤى وتمثلات دقيقة في التحليل اللغوي .وقد ذهب الباحث إلى الاعتداد بالدرس التداولي بوصفه منهجا تحليليا وتفسيريا ونقديا متكاملا، يرقى فوق المناهج اللسانية المعروفة، ويرتق فتوقها،ويقوم ما اعوج منها، ولاسيما أن لم يهمل أهم جوانب التحليل اللغوي،ونعني بها المتلقي،ذلك الجانب المظلم المهمل في الدرس اللساني العربي،قديمه وحديثه