وصف الكتاب:
هذا الكتاب دعوة إلى تحديث الفهم الصوفي للنصوص الصوفية الكلاسيكية، دعوة إلى القارئ المتبصر كييتخلّى عن المعنى الحسّي في قراءته هذه النصوص، وإلى إعادة قراءتها قراءةً باطنيّةً معنوية، لأنّ همّ الصوفيّة كان منصبًّا على تفجير الدّلالات الباطنة لعلم التّصوّف، لذا أكّد على اهتمامه الكبير بأرواح شتّى السّالكين في عالم التّصوّف، وهي رؤية علميّة تتخلّى عن الاهتمام بالحسّ والجسد وتمجيد العقل والروح،لذلك حاول المؤلف تجاوز القيود التقليدية للممارسات الدينية في الأديان كافّة، ولم يقتصر على الدين الإسلامي فقط، وقد أكثر من الاستشهاد بالقرآن والحديث والشعر الصوفي في مسالك شتى،وربّما كان الأثر الأكثر أهميّة لهذا الكتاب، أنّه فصل بين الصوفية والأصولية،معتبرًا أنهما نقيضان في الفكر والسلوك إذ قال: "تعتبر الصوفية النقيض الأكثر قوّة للراديكالية الإسلامية، المعروفة بالأصولية، كما تعتبر المصدر الأهم للاستجابة لتحديات التحديث المطروحة على الإسلام". إنّها نظرة واعية علمية لمعنى الصوفية، ينقلها من حيّز التقليد الى التحديث، ومن القيود القواعدية حسيًّا إلى مطلق الروح الأزلي، لأنّه لا يريد لها أن تبقى جامدة أصولية معدومة الحركة الوجدية الى ملاقاة الله.