وصف الكتاب:
رواية هُــــدهـُـــد ســـــليمــان: وجاء في متن غلاف الرواية : الظلام ، والجوع ، والوساخة ، والبرد الشديد ، والإرتجافات مثل الكهرباء الثلجية النارية ، والمياه تدق رأسهم الحديدي المشترك بصليل يعوي كآلاف الذئاب ، والباصُ تقلقلَ ويكاد ينقلب ، والعتمة الشديدة والعاصفة الهادرة ، مطر مثل بحر ، زجاج يتصدع ، خطوط غائرة في عظام الحديد ، صرخات ألم من فوق المياه ، تلاصقُ أجسادٍ تُسري شيئاً من الحرارة ، الليل طويل ، لا نجوم ولا مصابيح ، وأصوات الطائرات المروحية تأتي من بعيد ، يسمعون هذيان إبراهيم الغريب ، وهينمة منيرة بآيات القرآن ، يصرخ إبراهيم: «إنا مجرم!» ، يقول خالد الحساوي: «إنا مكسور متعفن فلماذا إذن ضيعت شبابي؟!» ، نعيمة تضعُ قطعةَ أكلٍ في فم درويش فيردها لها! الظلام يُختطف بنورٍ وامض ، ثمة سيارات نجدة ، المياه تنزل قليلاً ، البرد يشتد ، ينامون ولا ينامون ، درويش لم يعد يخافُ النومَ ، ينزلَ رأسَهُ باهتزازات على صدر نعيمة ، يحلم ببيتهم العتيق صار متحفاً وملعباً للأطفال ومكتبة ، يدخل عليه أبوه وهو معلم يدرس الطلاب والطالبات ، يحدقُ في الخريطة المعلقة ، ويقطعُ الدرسَ بسؤال! توقف المطر ، والسيول خفت ، وتراجعت المياه ، وفتح باب الباص ليبحث الماء عن سبله لجذور الأرض ، مختلطاً بدم وكوابيس وأحلام!