وصف الكتاب:
نبذة النيل والفرات: العراق بلد يزخر بالقوميات والمذاهب والأديان ، ومن تلك القوميات التي انكشف الغطاء طائفة ( الشبك ) ، والتي اختلفت الأقوال في أصولهم ومذهبهم. هل هي قومية قائمة برأسها مثلها مثل العرب والكرد والفرس والترك ؟ أم هي تنتمي لقومية معينة ؟أم هي اختلاط من عدة قوميات انصهرت مع بعضها وأخرجت هذا النسيج الاجتماعي المسمى بـ ( الشبك ) ؟ وهل هم مسلمون أم ديانة أخرى ؟ وإن كانوا مسلمين فهل سنة أم شيعة أم من الغلاة ؟ وهذا مما يكشف عنه المؤلف في هذا الكتاب . وقد أشارت الوثائق العثمانية إليهم جماعة مستقلة منذ القرن السادس عشر الميلادي . وورد ذكرهم في دائرة المعارف البريطانية والإسلامية . وفي العهد الملكي سنة 1952 م كان عدد سكان "طائفة الشبك " ما بين ( 10 ) و ( 15 ) ألفاً ، وقد تم الإعتراف بهم كقومية (إثنية ) متميزة مستقلة . وفي الإحصاء الرسمي لسنة 1977 م كان يبلغ عددهم ( 80 ) ألف نسمة ، واعتبرتهم الدولة العراقية من العرب ، حيث كان هذا الخيار ، إما الإنتساب للعرب ، أو للأكراد فقط لا غير . وبعد الاحتلال الأميركي سنة 2003 م وتأسيس البرلمان العراقي ، أصبح " للشبك " ممثلاً في البرلمان ، وعمدوا إلى تأسيس تجمع الشبك الديمقراطي . وقد تم اختيار الدكتور حنين القدو أميناً عاماً لهذا التجمع ، وهو عضو في البرلمان العراقي ضمن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد ، كما يشغل الدكتور قدو رئاسة مجلس الأقليات العراقية ، وهو الممثل الوحيد للشبك في الجامعة العربية ، كما في هيئة الأمم المتحدة . هذا وبعد سقوط مدينة الموصل في حزيران / يونيو 2014 م بيد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " ، ترك معظم سكان " الشبك " بيوتهم وقراهم خوفاً من بطش وإرهاب المسلحين . وبعد أن حرّر الجيش العراقي مدينة الموصل من تنظيم " داعش " سنة 2017 م ، عاد معظمهم إلى قراهم من جديد. فمن هم الشبك ؟ : الشبك هم جماعات من الأتراك تقطن أكثر من ( 20 ) قرية في الجانب الشرقي من مدينة الموصل " محافظة نينوى " في العراق ، يتراوح عددهم ما بين ( 10 ) و ( 15 ) ألف نسمة ، وهم من بقايا الفرق المغالية في الإسلام . ومن غيّر بقراهم الشبك والصارلية ، فهو يلحظ رجالاً طوال القامة ، شقر الوجوه ، تميل شقرتهم إلى السمرة ، لا يحلقون اللحى ولا يحفّون الشوارب ، وقد تدلى الشعر على أفواههم فسترها ، وهم يتكلمون بلسان غريب هو خليط من الفارسية والكردية والعربية والتركية ؛ لكن التركية غالبة على ألسنتهم، وليس لهم عمل يعملونه غير ازدراع الذرع ، ومري الضرع . هذا وإن الكتمان عند الشبك أحد واجبات الإيمان المفروضة عليهم ، وهو من ملتزمات العقيدة الإسماعيلية الباطنية التي تبالغ في التستر فتفرض على المنخرط في المحفل الإسماعيلي أن يخيط فمه وأن يدفن ما بشر به في أعمق طيّات فؤاده . والباطنية مما لا ريب فيه ، هي الأم الحاضنة لهذه المنازع الغريبة في الدين ، كما أنه مما لا شك فيه ، أن التقية عند الشبك مستقاة من التقية التي كان يتدرع بها الشيعي الذي أحاطت به المهالك والمخاطر عدة عصور ، لدرء تلكم المهالك والمخاطر عن نفسه . ومهما يكن من أمر ؛ فإن الشبك غصن من الشجرة الإمامية والمتفيئين للدوحة العلوية ، ولهم أذكار وأوراد وصلوات مثل الفرق الأخرى كالنقشبندية والرفاعية والقادرية ، ولهم رسوم وعادات خاصة بهم ، وقد تبولت بتسلط الجهلة عليهم ، فأبعدهم هؤلاء عن الإسلام وأنسوهم الفرائض والسنن وحلّلوا لهم المحرمات وأقحموهم في الكبائر والموبقات [ ... ] إلى غير ما هنالك مما جاء في هذا الكتاب الذي يسلّط الضوء على هذه الطائفة التي تقطن الموصل ، مبيّناً أصلهم ، فرقهم ، لغتهم ، عقائدهم ، قراهم ، عاداتهم ، ثم سقوطهم بيد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " . وتجدر الإشارة بأن هذا الكتاب صدر سنة 1954 ، لمؤلفه " أحمد حامد الصراف " ، ويُعاد طبعه الآن ، نظراً لأهميته على الساحة العراقية والعربية خلال هذه الفترة ، واحتلال تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " لمدينة الموصل سنة 2014 م ، الذي دمّر المدينة وترى الشبك واستباح ديارهم ورجالهم ونساءهم .