وصف الكتاب:
لقد شاع مصطلح (الأدب المقارن)، وأصبح يمتلك سلطةً وشهرةً، بصفته دالاًّ على علم مستقل عن النقد الأدبي، ونظرية الأدب، وعن تاريخ الأدب، لكن هذه الاستقلالية نسبية. ومن ثم طرحت مشكلة تحديد نسبية الاستقلالية، ونسبة التلاحم مع الفروع الأخرى، فإذا كنا ارتضينا استخدام مصطلح الأدب المقارن، رغم غموضه، فإننا لا نستطيع الموافقة على التعريف الفرنسي، ولا على التعريف الأمريكي، فتعريفات الأدب المقارن تختلف من بلد إلى آخر… فالمدرسة الفرنسية تعرف الأدب المقارن على النحو التالي: (إن الأدب المقارن يدرس في الغالب، علاقات ثنائية، أي علاقات بين عنصرين، سواء أكان هذان العنصران، كتابين، أم طائفتين من الكتب، أو الكتاب، أم أدبين كاملين، وسواء أكانت هذه العلاقات، تتصل بمادة الأثر الفني أم بصورته – (بول فان تيجم). أو كما يعرفه بول ماريوس غويار، هو (تاريخ العلاقات الأدبية الدولية). وفي أحدث كتاب فرنسي صدر عام 1983، بعنوان (ما هو الأدب المقارن)، من تأليف ثلاثة من علماء الأدب المقارن، هم: برونيل – بيشوا – روسو، يقول الكتاب: (إنّ إطلاق مصطلح الأدب المقارن، يعني تلقائياً مقارنة أكثر من أدب واحد على الأقل، حيث يمكن مقارنة آداب، إذا كان التأثير يتلاقى في آداب عدة). هكذا مرّ زمن طويل، لكي تعترف المدرسة الفرنسية، بخطأ ثنائية بول فان تيجم، ومن سبقوه، ولكي تعترف أن المقارنة، يمكن أن تتم بين عدة آداب. وتم تطوير الثنائية بشكل إصلاحي غير ثوري، فالمقارنة بين عدة آداب، ظلت في التطبيق الفرنسي قاصرة، لأنها: