وصف الكتاب:
تحكي قصّة شخصية افتراضية هي شخصية النورس بيك بن هويمل بن داحوم بن لورنس العرب، والذي يعمل على استغلال العلاقات السيئة بين أولاد الحاج يعرب بن يحرب بن يخرب الذين يسكنون بحي يسمى بإسم حي الحاج يعرب بن يحرب الذي يقع في حضن مدينة الشرق في الزرقاء. ويغزل القاص والروائي الأكاديمي الأردني الدكتور عصام أبو شندي سرديته في مدينة الشرق حيث تمثل مدينة الشرق نقطة التوازن بين المخيال والواقع، حيث أن مدينة الشرق وهي مدينة لها وجود واقعي في شرقي محافظة الزرقاء ومعظم مساكنها هي من البيوت المستقلة وقد جاء اختيار الكتاب موفقا لمدينة الشرق حيث تتجاوز في الرواية مساكن أبناء الحج يعرب الاثنا والعشرين إلى جانب بعضها البعض في رمزية واضحة تشير إلى أن حي الحاج يعرب يمثل الوطن العربي بأقطاره الاثنا والعشرين. وكشأن معظم الروايات التي تتناول التاريخ زخرت هذه الرواية بالكثير من المعلومات التاريخية ومزجت بدقة بين الحاضر ودروس الماضي، فإذا كان الروائي المصري علاء الأسواني قد أرّخ في رواياته لمصر أيام الخديوية والملكية فإن الكاتب الدكتور عصام أبو شندي قد أرّخ في هذه الرواية لمشرقنا العربي من خلال مدينة الشرق وحي الحاج يعرب الذي رمز إلى الدول العربية وكذلك من خلال استغلال النورس للدّس والوقيعة والفتن في السيطرة على أبناء الحاج يعرب. وتتوالى مؤامراته حتى تنتهي بهلاك ثلاث من بنات الحاج يعرب وهن على التالي الحاجة صخرة ثم الحاجة دجلة ثم الحاجة بردى وهي رمزية عالية الذكاء حيث تمثل صخرة فلسطين التي تقع فيها قبة الصخرة المشرفة ودجلة تمثل العراق وبردى تمثل سوريا. ثم ينقلنا مخيال الكاتب إلى تشتت أبناء الحاج يعرب في جهات الأرض الأربعة حتى يصل الحد ببعضهم إلى الهجرة غير الشرعية بقوارب الموت إلى الشواطيء الأوروبية وكل ذلك في قالب من التشويق يحبس الأنفاس. ويدخل الكاتب عالم الهجرة غير الشرعية وما يحيط به من الجريمة والمخدرات وكافة الأخطار بواقعية شديدة تسعى لقراءة مسببات هذه الهجرة تراكميا في البلاد العربية وإن اليد الاستعمارية ابتداءً هي التي أسست لهذا اليأس والضنك الذي دفع للهجرة، كل ذلك جرى في مزج بين الحاضر والماضي والواقع والمتخيل من الأردن إلى مصر إلى إيطاليا حيث مخيم اللاجئين وبعدها إلى شمال ألمانيا رحلة محفوفة بالمخاطر والمكاره عاشها أحفاد الحاج يعرب بعد أن أكانوا يدخلون بأثواب الرخاء والعز في مضارب أجدادهم وكل ذلك بسبب التآمر الذي شنّه عليهم النورس بيك بن هويمل بن داحوم بن لورنس العرب وبسبب تآمر أبناء الحاج يعرب أيضا ضد بعضهم البعض. ولا تخلو الرواية في جنباتها من التشويق البوليسي والدراما العاطفية وامتداد صفحاتها مكّن الكاتب من تنويع السرد وتلوين الأحداث بظلال مختلفة من العاطفة والتشويق جعلت مني أنا القاريء المتروي أسابق الزمن لقراءة صفحتها تم إعادة قراءتها مرة تلو الأخرى إمعانا في المتعة والفائدة. وجاء في تلك الرواية تخليد للموروث الشعبي من الأهازيج والشعر العربي الذي كان يمجد ويحكي (مناقب) لورنس العرب جد النورس،