وصف الكتاب:
للوصول إلى حقيقة الثورة الكردية وغاياتها كثيراً ما اعترتها الشكوك والأشواك. ولعل ما كتب عن الكرد بشكل متناثر في سنوات الشقاء, قد أخذها رموز وكتّاب بأثر سياسي منقوص, أو هم أقرب لرموز السلطة لنعت الثورة الكردية بنعوت (التمرد) على القانون. وأن مصدر قوّة حمّلة السلاح هي الجبال التي يتحصنون فيها, وكان على العقل البشري الذي ميّزه الله على سائر المخلوقات أن يدرك قوله تعالى أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم, وقوله (إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله اتقاكم) ولم يكّن الله ليعطي أفضلية للقومية التركية والإيرانية والعربية على قومية الكرد, وهم قبائل مسلمة, إلا تلك النزعة الدونية للحكام لاستغلال الكرد سياسياً لضرب خصومهم تحت مسمّيات الأخوة الكردية, والوطن السعيد، والجهاد ضد الأجنبي. وعندما يقال لهم أن الكرد أمة كما هي باقي الأمم على وجه الأرض, قالوا أن هؤلاء يريدون تقسيم التراب الوطني. وأن الله أوكلهم لان يحافظوا على ما ترك لهم الأولون, وأن المجد القومي لا يبنى إذا ما فرط الحاكم بأي رقعة جغرافية حتى وأهلها لا يجتمعون على قاسم مشترك مع القوميات الأخرى إلا بالدين، وقد سيّس الدين عند الحكام لضمان البقاء على هرم السلطة، ويجب أن لا يسّيسه الكرد وهم يعيشون في جبال ليس لهم فيها صدى.