وصف الكتاب:
إن معظم ما دارت عليه حوادث هذا الكتاب ترجع إلى منطقة أعالي ما بين النهرين (كردستان الشمالية) حتى شمالي العراق (كردستان الجنوبية) كما ذكرتها معظم مصادر كتابنا هذا، وهي تقع ما بين بحيرة (وان) في تركيا، وبحيرة (أورمية) في أذربيجان الإيرانية، والمناطق العراقية الشمالية المحاذية لجبال (حكاري) والتي كانت تتبع العراق سكانيا وتاريخيا حتى الحرب العالمية الأولى، إذ ضمت إلى تركيا فيما بعد وفق اتفاقية (لوزان)، هذا المثلث عرف تاريخيا في المصادر العربية والسريانية بـ (إقليم الجزيرة)، ويمتد غربا حتى نهر الفرات في سوريا، وضم جنوبا المدن العراقية المعروفة مثل ( أربع إلو- الألهة الأربعة ) أي (اربيل) و(نوهدرا) أي (دهوك) و(الموصل) و(كركوك) و(تكريت)، وبعد الاحتلال العثماني لمنطقة أعالي ما بين النهرين نظمت هذه المناطق أداريا باسم (ولاية الموصل)، وحسنا فعل المؤلف من تخصيص فصلا كاملا عن (ولاية الموصل). وقد شكل الكلد وآشوريون (السريان) و(اليزيديون) و(الأرمن ) و(الكرد ) و(العرب) المكونات الاجتماعية لولاية الموصل هذه، ثم أضيف إلى أقوام الجزيرة (التركمان) الذين استقروا في كركوك وشكلوا أغلبية في مركزها منذ أكثر من ثلاثة قرون، إضافة إلى بعض المناطق في أربيل وأطراف الموصل، ثم ازدادت نسبة الأكراد في المنطقة هذه حين نزحت قبائل كردية عديدة من كردستان بلاد فارس، والتي قدمت إلى المنطقة بتشجيع ودعوة من العثمانيين بعد وقوف الأكراد إلى جانبهم ضد الفرس في معركة (جالدإيران الشهيرة سنة 1514)، كمـــــا جــــــاء في عدد من المصادر ضمنها كان كتاب بعنوان (عند منابع دجلــــــة) لمؤلفه الروسي (سي . ف . فيغن)، مما يثير العديد من النقاشات الحادة في موضوع كتابنا هذا ألا وهو النسيج الاجتماعي المتعدد المصادر في بيئة جغرافية معقدة جدا، كونها مناطق جبلية منعزلة حضاريا لافتقارها إلى الأدنى من طرق المواصلات ومصادر الاتصالات، وقد اختلفت الادعاءات حول أحقية أي الأقوام فيها حتى يومنا هذا؟، فمنها ما يرجع تلك الأحقية إلى الأقوام الكلد وآشوريين ومنها إلى الأقوام الكردية.