وصف الكتاب:
أبعاد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وصراعات الهيمنة على مصادر النفط لما تشكله من قوة سياسية واقتصادية ومالية في إطار التنافس العالمي. كما تحدث عن تسارع دينامية التغيير في البيئة العالمية التي زادت من حدة هذا التنافس وكان لها تداعياتها على عدد من الدول في المنطقة العربية وعلى النظام الدولي في اطار انعدام التوازن في القوة والمصالح. وقال: إن تحديات من نوع جديد تواجه النظام والقانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تجعل من المبادىء التي تضمنتها والركائز التي قامت عليها قاصرة عن إيجاد مخارج قانونية وعقلانية فيما يحدث من عمليات لوجستية – ميدانية على أرض بعض الدول الهشة، مما أدى الى زيادة حدة التفكك وانتشار مآزق وكوارث إنسانية ذات كلف عالية متصاعدة. وأضاف أن تلك التدخلات بالشؤون الداخلية اتصفت بالإنتقائية وفق معايير مزدوجة متداخلة، وأثارت الغموض والشكوك والتحسب وإنعدام الثقة بنوايا وإرادات وأهداف قوى النفوذ المنخرطة بعمليات في المنطقة والتساؤل حول السقوف الزمنية للإنتهاء من عملياتها الخاصة. وأشار القيسي إلى أن صراع الهيمنة وحروب الإنابة من أجل تمكين المصالح الاستراتيجية لقوى النفوذ الكبرى أدت الى تعطيل الشرعية والسيادة والحوكمة وهيبة الدولة في بعض من الدول المستهدفة. كما أدت الى تشظّي القوة المركزية للدولة وتهتك في البيئة المجتمعية لصالح قوى عشوائية ومجموعات غامضة لها من وسائل القوة والمال والتأثير ما لا تملكه الدول والحكومات. واوضح أن التغيير الميداني الحاد المتسارع يضع شعوب الدول الضعيفة والهشة أمام مخاطر إنسانية عظيمة تقود الى عدم التوازن والفوضى، مما يجعل من الصعب القيام باحتوائها والسيطرة عليها. وقال: إنه وبسبب صراعات الهيمنة على الموارد وإعتماد حروب إنابة بآليّات محلّية، أصبحت البيئة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط متفجرة وأسوأ نسبياً مما كانت عليه قبل قرن من الزمان وفق معايير الشرعية والسيادة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان؛ مؤكداً أن على المنطقة العربية التوجه نحو بناء قدرات ذاتية دينامية في القيادة والإدارة والبناء، من خلال تنمية وتطوير النظام الديمقراطي الذي يتناسب وظروف البيئة المجتمعية. كما اكد اهمية التوجه نحو تنمية وتطوير علاقات تعاون أمني واقتصادي ومالي رصين في المحيط الإقليمي والدولي وبما يعظّم العلاقات والمصالح الثنائيّة والمتعدّدة لدول المنطقة. وأدار اللقاء وشارك فيه الامين العام للمنتدى الدكتور محمد أبوحمور، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى التغيرات التي شهدتها المنطقة عبر العقود الثلاثة الماضية، موضحاً أن المنطقة العربية تمرّ بمرحلة صعبة أفرزت ظواهر غير مسبوقة من التطرف والإرهاب الذي عاث في المنطقة تخريباً وتدميراً وتفتيتاً للبنى الاجتماعية وأعاق التقدم الحضاري والسياسي، عدا الحروب والنزاعات والتدخلات خارجية، ولا بد من البحث عن مكامن جديدة للأمل من أجل نهضة تستعيد المبادرة والقيم. وقال أبوحمور: إن المستقبل الذي نريد هو التخطيط الجيد في إطار رؤية واضحة وشاملة، وبعكس ذلك سنصبح نحن العرب جزءاً من مخططات الآخرين، ولا سيما أن منطقتنا تشكل هدفاً ثميناً لأجندات ومصالح خارجية متعددة، داعياً إلى مزيد من البحث عن الوسائل والحلول لامتلاك أسباب البقاء واستعادة التوازن والمكانة في المجتمع الدولي.