وصف الكتاب:
ويعد مصطلح " الإعلام التنموي " من المصطلحات المهمة التي ينبغي ألا يتم تغافله وإهماله بواقعنا المهني الإعلامي والمجتمعي، إذ لم يعد الفضاء الإعلامي بصوره المختلفة - كما يتصور البعض - وسيلة ترفيه أو تسلية فحسب، بل أصبح الإعلام مفجرًا للأحداث المختلفة، ناقلًا لها، باعثًا على استجلاب التجارب التنموية الناجحة في بقاع العالم، وفي الوقت ذاته، مثبطًا للهمم والعزائم، ليس هذا فحسب، بل أصبح للإعلام دوره في حث الشعوب في كل أنحاء العالم، على التعاون واستنهاض الهمم، واستحداث إمكانات وفرص جديدة للارتقاء في سلم التنمية من أجل إحداث تنمية حقيقية في مجتمعاتهم، بما تمتلكه وسائل الإعلام من قدرة على استيقاظ الطاقات، وتوجيه الانتباه نحو الوسائل والأهداف التي ينشدها المجتمع. لذا، وجدنا " الإعلام التنموي "، والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تنمية المجتمعات الآخذة في النمو يأخذ حيزًا رئيسيًا كبيرًا من اهتمام الباحثين في فروع المعرفة المختلفة؛ سواء كانوا علماء اقتصاد أم اجتماع أم اتصال أم سياسة، وقامت دراسات كثيرة تبحث وتميط اللثام عن الصلة بين الإعلام والتنمية، وتفتش عن دور وسائل الإعلام ومدى فعاليتها في إنجاز التنمية. فرأينا " الإعلام التنموي "، لما له من أهمية قصوى، يعرف بأنه فرع أساسي ومهم من فروع النشاط الإعلامي، يعمل على إحداث التحول الاجتماعي بهدف التطوير والتحديث، والتي يمكن من خلالها توجيه أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري داخل المجتمع، بما يتفق مع أهداف الحركة التنموية، ومصلحة المجتمع العليا، كما ويعرف بالجهود الاتصالية المخطط لها والمقصودة، التي تهدف إلى خلق مواقف واتجاهات إيجابية وصديقة للتنمية، وبذلك، فإن الإعلام التنموي غير معني بصناعة التنمية، ولكنه يهيئ الظروف الاجتماعية والثقافية والنفسية للأفراد والجماعات من أجل أن يستجيبوا للخطط والبرامج التنموية بشكل فعال، كما يعرف بأنه أحد الفروع الأساسية للنشاط الإعلامي الذي يهتم بقضايا التنمية، فهو إعلام هادف وشامل، واقعي، يهدف إلى تحقيق غايات اجتماعية تنموية، يرتبط بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، ويستند إلى الصدق والوضوح والصراحة في التعامل مع الجمهور. و الإعلام التنموي لا تستغني أية دولة عنه في إستراتيجياتها التنموية، فهو عمودها الفقري لخططها التنموية؛ حيث إن علاقتهما علاقة تشابكية موغلة في الترابط على نحو لا يقبل