وصف الكتاب:
القضية الإعلامية تقع من الخطورة بمكان في حياة الدول والمجتمعات، ذلك لأن الإعلام يعمل على بلورة الفكر وصياغة الرؤى، مما جعل البعض يصفه بالسحر، لخفة وخفاء طريقته، وقدرته على التغيير والتشكيل كما الساحر تماما. وقد دندنت الشريعة حول هذا المعنى في أكثر من موقف، فعن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقدم عليه وفد بني تميم عليهم قيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن الأهتم: [ما تقول في الزبرقان بن بدر؟] قال: يا رسول الله مطاع في أنديته، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره. قال الزبرقان: يا رسول الله إنه ليعلم أكثر مما وصفني به، ولكنه حسدني. فقال عمرو: والله يا رسول الله إنه لزمن المروءة، ضول العطن، لئيم الخال، أحمق الوالد. والله يا رسول الله ما كذبت أولا، ولقد صدقت آخرا، ولكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت. فقال -رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكما) [المعجم الأوسط للطبراني]. وفي رواية: قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من البيان لسحرا) أو: (إن بعض البيان لسحر) [أخرجه مالك والبخاريّ].