وصف الكتاب:
إن عالم الشاعر عبد الكريم الناعم عالم شاعري أصيل، مؤسس على إثارة الصورة الشعرية ذات المد العاطفي / والصدى الوجداني، إذ اعتمد الناعم تقنية الصورة المشهدية المتحركة أساً دلالياً ومدلولياً في تكثيف رؤية الشعرية، وتعمق الإحساس بها؛ وهو يعد من أبرز شعراء جيل الستينيات من القرن الماضي؛ بوصفه شاعراً جمالياً من الطراز الرفيع، لأنه اعتمد تقنيات فنية عديدة، منها الإنكاء على التراث / وولعه بتوظيفه توظيفاً فنياً موحياً؛ وهو من الشعراء القلائل في سورية الذين وظفوا التراث بعين الحداثة / والمعاصرة / والتجديد على الصعيدين الفني – الجملاي / والتشكيلي / الخيالي. وإننا في كتابنا الموسوم بــ "رؤى جمالية في شعر عبد الكريم الناعم]، سعينا جاهدين إلى تحقيق ثلاثة أهداف متوخاة من هذه الدراسة، ألا وهي: أولاً- تعريف القراء الأكارم بشاعر متميز في سورية؛ أعطى للقصيدة حياته، ووهبها عمره، حتى باتت القصيدة – لديه – ابنته وحفيدة روحه؛ لهذا، جرت القصيدة على لسانه سلسلة متدفقة غير متكلفة، كينبوع يفيض عذوبةً، ورقةً، وصفاءً. ثانياً – تبصير القراء بمصطلحات نقدية جديدة تمّ توظيفها في هذا الحقل البحثي، بمصداقية لنفي بالغرض / وتؤدي الهدف الفني المنشود؛إذ إن تعدد المناهج النظرية بتعقيداتها / ونواميسها الصارمة الكثيرة؛ جَّمدت النصوص الشعرية بدلاً من إحيائها، وكشف بواطنها الفنية ورؤاها الجمالية بمصداقة ومهارة فنية / وإتقان، وهذا ما سعينا إلى تلافيه في هذه الدراسة؛ وحرصنا على تحقيقه من خلال حقل المصطلحات النقدية الأسلوبية الجديدة التي أغنت النص، وكشف بواطنها النفية ورؤاها الجمالية بمصداقية ومهارة فنية / وإتقان، وهذا ما سعينا إلى تلافيه في هذه الدراسة؛ وحرصنا على تحقيقه من خلال حقل المصطلحات النقدية الأسلوبية الجديدة التي أغنت النص، وكشفت خباياه. ثالثاً: إستخلاص بعض القيم الفنية والمؤثرات الأسلوبية التي تبدت في شعر عبد الكريم الناعم؛ لم يتطرق إليها النقاد لا من قريب ولا من بعيد؛ مما جعل هذه الدراسة حقلاً خصباً للتطبيق والتمحيص، لإستخلاص النتائج بمصداقية / وموضوعية / وإتقان.