وصف الكتاب:
تحركت أقفال الباب وأخذت تتلاشى، سقطت الحيات المذهبة واستقامت واقفة تقودهما إلى الداخل مروراً بحدائق من عسجد، لها رنين وأصوات تترنم بمعزوفات راقصة، تراءت البيوت المظللة بخيام كالسحب البيض. لم ترعيناه وجوه تلمع كالألماس عالم الجن وعلاقاته المتوترة بعالم الإنس؛ اتخذه محمد المزيني فضاء متخيلًا لأحداث روايته الجديدة «ياقوت أحمر» ٬ الرواية تبدو من السطر الأول مختلفة عن كل أعمال المزيني السابقة؛ إذ غاصت في عمق المعتقدات والأوهام المستقرة في أذهان بعض الناس. واختار المزيني مدينة العلا وقريبًا من مدائن صالح مكانًا لهذا الصراع، إذ تبدأ العلاقات المتوترة بين العالمين الإنسي والجني من الشخصيتين البارزتين في الرواية الإنسي (ضياء أمين) والجني (قرن الوعل) متخذًا له أسماءً وأشكالًا عدة بحسب المكان والناس الذين يخالطهم. اعتمدت الرواية على أسطورة التزاوج بين العالمين الإنسي والجني، وتناسل مخلوقات ذات طبيعتين نارية وطينية، وهما أصل خلق الإنس والجن، ليعود الجدل التمييزي والإقصائي بينهما كما بدا مع الخلق الأول لهما. يستشرف المزيني في روايته بطريقة ما صيرورة المنطقة العربية برمتها والتحولات التي ستعصف بها مستقبلًا بواسطة عوامل كثيرة، يحاول الجن إثبات دورهم الأكبر فيها. وتقترب الرواية من الواقعية السحرية التي لا يمكن أن تكذبها أو تصدقها تمامًا، وجاءت لغة السرد سهلة٬ وكعادته ترك المزيني نهاية روايته مفتوحة.