وصف الكتاب:
الطريق إلى بناء "علم التربية الإسلامية" وتطبيقاته له مداخله ومناهجه المتعددة، كلها تساهم في تطوير "حقل التربية الإسلامية" الذي ما زال يحتاج إلى الكثير من العمل العلمي والتطبيقي لكي نصل به إلى مرحلة من النضوج العلمي الحضاري، شأنه شأن غيره من العلوم الشرعية كالفقه والتفسير والحديث. من بين تلك المداخل التي يمكن سلوكها في سبيل بناء "علم التربية الإسلامية" وتطبيقاته، هو مدخل التحليل التربوي النوعي أو النظري، وهو طريق يقوم على التشغيل العقلي للعمليات العقلية العليا، وفي مقدمتها الإستنباط والتحليل التربوي للمواد الإسلامية المختلفة من نصوص وتراث وعلوم شرعية؛ بُغيةَ الوقوف على ما فيها من تربويات يمكن الإفادة منها في الحياة، وبتراكم مثل هذه الدراسات والمؤلفات في هذا الميدان، والإعتناء بهذا المدخل التحليلي الإستنباطي، يمكننا بناء لينة أساسية في "حقل التربية الإسلامية"، والإرتقاء بصرحه. وبعد محاولات عدة بذلها الباحث في ميدان الإستنباط التربوي والتحليل التربوي للنصوص والمواد والعلوم، سواء كان ذلك بحثاً علمياً أم تدريساً على مستويات مختلفة، أم قراءة موسّعة في هذا الميدان تحديداً فقد توصل إلى ضرورة الإنتقال بعملية الإستنباط التربوي من العُمومية إلى التخصّصية. وقد توصّل المؤلّف من خلال هذا العمل العِلّمي الذي يقّدمه إلى ما يمكن أن يطلق عليه: "منهجية" التحليل التربوي للنصوص والتراث والعلوم، بمعنى أن تتحول علمية إستنباط المضامين التربوية من النصوص والتراث والعلوم من حالة العمومية إلى الوضعية العلمية المقننة. بمعنى: أن تصبح علمية التحليل التربوي وإستنباط المضامين التربوية من النصوص والتراث والعلوم لها قواعدها العلمية، وخطوات الإجرائية، ومصطلحاتها الواضحة، ومهاراتها المتخصصة، التي تؤدي بمجموعها إلى تحويل عملية التحليل التربوي وإستنباط المضامين إلى أداة بحثية فاعلة في بناء "علم التربية الإسلامية" وتطبيقاته.