وصف الكتاب:
مما لا شك فيه أن التربية على وجه العموم تشتمل على جانبين، أحدهما نظري مثالي والآخر واقعي تطبيقي ،وهكذا الحال في التربية الاسلامية العملية في ميدان التربية والتعليم ،أما الجانب النظري المثالي فهو الآراء أو النظريات والافكار التربوية التي قال بها الفلاسفة والمفكرون والمربون المسلمون والتي لم تأخذ طريقها إلى التطبيق وتشكل ما يسمى بالفكر التربوي الاسلامي.وفي اطار هذه الحدود فإننا نسعى إلى استعراض بعض جوانب هذا الفكر وتحليل رؤيته إزاء واقع الحياة الاجتماعية ، وإبراز مضامينه التربوية من وجهة نظر الباحث من ناحية،ووجهة نظر بعض المربين المسلمين من ناحية أخرى ، من خلال مجموعة من الفصول .يتناول الفصل الأول التصور الإسلامي للفكر التربوي من حيث ملامحه العامة وأصوله الفلسفية التي تتعلق بمفاهيم الإسلام عن الانسان والوجود والعقل والنفس والمعرفة وغير ذلك ،ومقارنتها بالفلسفات التربوية المعاصرة،ثم الأصول الاجتماعية وما يتعلق بمفهوم الجماعة والمجتمع وما شاع فيه من أحداث ،وإظهار العلاقة بين التربية على اختلاف أنواعها،والمجتمع بمؤسساته المختلفة، ويعالج الفصل الثاني مصادر الفكر التربوي الإسلامي الرئيسية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع، أما الفصل الثالث فيعالج خصائص الفكر التربوي الاسلامي البارزة كالربانية والثبات والشمول والتوازن والايجابية ،الوظيفة، أما الفصل الرابع فيبحث في تطور الفكر التربوية الاسلامي ومراحله المختلفة التي مر بها ،وهي مرحلة البناء ومرحلة العصر الذهني ومرحلة التدهور والانحطاط ومرحلة التجديد وإعادة البناء، ويعالج الفصل الخامس المدارس الفكرية التربوية كالمدرسة الفقهية ،والمدرسة الصوفية،ومدرسة علماء الكلام ،والمدرسة الأشعرية ، والمدرسة الفلسفية، كما يعالج الفصل السادس موقف الفكر التربوي الاسلامي من بعض القضايا المعاصرة التالية: ديموقراطية التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية،والنظرة الاقتصادية للتعليم،والتربيةو تحرير الانسان،والتربيةوالتحديث،والمدارس المفتوحة،وقومية التربية وعالميتها، أما الفصول الستة التالية فتتناول بالدراسة والتحليل الفكر التربوي الإسلامي عند علماء المسلمين في القرون الثالث والرابع والخامس والسادس والثامن والتاسع.